انتقدت نقابات التربية تصريحات وزيرة التربية التي حمّلت المديرين مسؤولية تنامي العنف في الوسط المدرسي، وقالت إنها لا تعكس أبدا نية الوزارة في تهيئة أرضية ملائمة تحسبا لتوقيع ميثاق أخلاقيات المهنة، حيث طالبتها بتقديم حقائق وأدلة تدين مديري المدارس وتبرر هذه الاتهامات ”الباطلة” و”غير المسؤولة”. نددت نقابات التربية ب”خرجة” وزيرة التربية التي اتهمت، من خلالها، مديري المؤسسات التربوية بالترويج للعنف في الوسط المدرسي نتيجة عجزهم عن تسيير مختلف الملفات ذات الصلة بالجماعة التربوية. وقال المكلف بالاتصال على مستوى نقابة عمال التربية ”اسنتيو”، يحياوي قويدر، في هذا الإطار، إن وزارة التربية هي المسؤولة الأولى عن تنامي العنف في المدارس، ومحاربة الظاهرة لا تأتي، حسبه، بإلصاق التهم المجانية للمديرين دون أدلة قطعية، معتبرا هذه التصريحات مجرد ”تنصل” للوزارة من مسؤولياتها الحقيقية في إيجاد حلول جذرية مبنية على دراسة علمية واجتماعية لتركيبة المجتمع وظروف تمدرس التلاميذ وعمل الأستاذ والمدير، وهي ظروف ”غير مواتية”، يقول، وكثيرا ما تكون ”كارثية” تؤثر على نفسية كل العاملين في الجماعة التربوية، ما يؤدي، حسبه، إلى انتشار العنف وامتداده حتى إلى الابتدائيات، فالمسؤولية مشتركة، يؤكد يحياوي، وعلى الوزارة البحث عن الأسباب الحقيقية بإشراك الجماعة التربوية للحد من هذه الظاهرة دون اللجوء إلى سياسة ”الهروب إلى الأمام”. من جهته، استغرب اتحاد عمال التربية والتكوين، الصادق دزيري، تصريحات الوزيرة خلال ندوتها الصحفية، واعتبرها مفارقة كبيرة مقارنة بالتصريحات التي أدلت بها أمام المشاركين في الندوة التقييمية حول ظاهرتي العنف والدروس الخصوصية في نفس اليوم، وحرص ممثل ”اينباف” على التأكيد بأن ”الزريعة المرة” مثلما جاء على لسان نورية بن غبريت، وإن وجدت، فهي دليل على وجود الرداءة، والرداءة، يضيف، تحارب في كل مكان حتى في الإدارة، لبلوغ مدرسة ذات نوعية. وقال محدثنا إن تصريحات الوزيرة تحمل في طياتها تهما، في وقت يحتاج القطاع إلى الهدوء والاستقرار والإجماع. أما رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية التابعة لنقابة ”السناباب”، بلعموري، فأكد، من جهته، أن مديري المدارس هم أول ضحايا العنف داخل المدارس، مشيرا إلى أن التهم الموجهة لهم هي إجحاف في حقهم، خاصة في ظل غياب الآليات التي تقلل من ظاهرة العنف، موازاة مع العجز في التأطير على مستوى عدد كبير من المؤسسات التربوية التي تفتقد حتى لأعوان الأمن. وذكّر محدثنا وزيرة التربية بالنقص الكبير في سلك مساعدي ومشرفي التربية الذين يتولون عملية تأطير ومتابعة التلاميذ في الطورين المتوسط والثانوي، وقال إن الوضع أكثر سوءا بالابتدائيات، حيث يجد المدير نفسه مجبرا على القيام بمهام المراقب العام والمراقب وحتى الحارس، لوحده ”.. فكيف نطلب منه تسيير النزاعات داخل المؤسسة؟؟”. ميثاق أخلاقيات المهنة يستنفر التكتل النقابي.. وعقدت أطراف التكتل النقابي في التربية، أول أمس، جلسة عمل لمناقشة مضمون ميثاق أخلاقيات المهنة، تبعا لقرار الوزارة تأجيل توقيعه إلى نهاية الشهر الجاري. وقال مصدر نقابي مسؤول إن أطراف هذه التشكيلة لم يتوصلوا بعد إلى موقف موحد بخصوص التوقيع على الميثاق من عدمه، وإن كان قد أكد وجود اتفاق مبدئي مع الوزارة بتبنيه والمصادقة عليه، إلا أن المطلب الملح بضرورة إثرائه وتعديل بعض بنوده يفسر قرار عدد من النقابات التراجع وعدم التوقيع في الوقت الراهن. ودعا محدثنا جميع نقابات التربية للالتحاق بهذا ”الفضاء” المفتوح تحت أي تسمية، قصد توحيد الرؤى والمواقف، كون المطالب مشتركة بين جميع مستخدمي القطاع بمختلف أسلاكهم.