يطالب أولياء أطفال روضة حسين داي المحاذية لمدرسة عمر بن عبد العزيز، السلطات المعنية بالتدخل من أجل تحسين ظروف التكفل بأبنائهم، من خلال إعادة تهيئة الروضة التي لا تتوفر على الشروط اللازمة لرعاية الأطفال، خاصة بالنسبة لفئة أقل من ثلاث سنوات والرضع، الذين يتناولون وجبة الغذاء في وقت جد متأخر، بسبب افتقار الروضة لمطعم خاص بها، مما يضطر إدارة هذه المؤسسة إلى الاستنجاد بوجبات جاهزة من نظيرتها بالبلدية. وحسب بعض الأولياء، فإن الروضة التي يعود تاريخ إنجازها إلى العهد الاستعماري، أصبحت خدماتها دون المستوى المطلوب، بسبب نقص التأطير وقلة الإمكانيات المتاحة، حيث لا تحظى هذه المؤسسة بالاهتمام اللازم من قبل المؤسسة العمومية لتسيير منشآت ما قبل المدرسي التابعة لولاية الجزائر. وفي هذا الإطار، ذكر المشتكون ل ”المساء”، أن القائمين على هذه المؤسسة التربوية يستفيدون من مبلغ مالي قيمته أربعة آلاف دينار للشهر عن كل طفل، غير أن الخدمات ليست في المستوى، سواء من حيث الألعاب البسيطة التي يستفيد منها الأطفال، أو فيما يخص التهيئة الخارجية، إذ لم يخضع منذ سنوات لإعادة طلاء، مما جعل الغبار يكسو جدرانه الخارجية، وبالتالي أصبحت تبدو وكأنها بناية مهجورة، لا تتعلق بمؤسسة تأوي أطفالا ورضّعا معرضين للإصابة بالحساسية، خاصة أنهم يقضون كامل يومهم فيها. كما تغيب التهيئة داخل القاعات التي تفتقر للأثاث اللازم، حيث يتم افتراش للأطفال الأقل من ثلاث سنوات الذين يقضون فترة القيلولة بهذه المؤسسة الأرض، ويوضعون جنبا إلى جنب في غياب أسرّة، مما يجعلهم عرضة للأمراض وتنقل العدوى بسهولة، عكس ما هو معمول به، إذ يجب توفر مواصفات معينة في الروضة تتناسب وأهداف التربية في رياض الأطفال وخصائص وحاجيات نموهم، منها قاعات وغرف نشاط، أماكن لممارسة اللعب، مع الحركة والنشاط، تبعا لما يمكن الطفل من النمو السليم. من جهة أخرى، أشار المشتكون إلى نقص الأدوات والأجهزة التربوية اللازمة، مع تعذر سهر المربية على راحة الأطفال بمفردها لمدة طويلة، خاصة بالنسبة لفئة الرضع الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة. وما أثار قلق الأولياء أكثر، هو تأخر تقديم وجبة الغذاء لأبنائهم بسبب غياب مطعم في الروضة، إذ تتزود من مطعم روضة الريم بحي عميروش، وبالتالي، كثيرا ما تصل الوجبة على الواحدة ظهرا لإطعام الأطفال ما دون سن السادسة، ومنهم الرضع والبالغون من العمر سنتين وثلاث سنوات، الذين ينام البعض منهم قبل تناول وجبتهم، بسبب طول الانتظار، حسبما أكدته مصادر من الروضة ل ”المساء”، مما يؤكد إهمال القائمين على هذه المؤسسة العمومية، وكذا غياب الزيارات الميدانية لدور الحضانة وتحرير تقارير عن هذه الوضعية التي تؤرق كثيرا الأولياء وحتى العمال. وفي تعليقه على هذه الوضعية، وإن كانت بلدية حسين داي مسؤولة عما آلت إليه هذه الروضة، أكد رئيس البلدية السيد محمد سدراتي في اتصال ب ”المساء”، أن هذه الأخيرة ملك للمؤسسة العمومية لتسيير منشآت ما قبل المدرسي التي سينظر معها في هذه الوضعية لإيجاد الحلول المناسبة لها.