تأجل عرض الأمين العام للأمم المتحدة، بان كيمون، تقريره السنوي المتعلق بالصحراء الغربية أمام مجلس الأمن الدولي، إلى غاية منتصف شهر أفريل الجاري، بعد أن كان مفترضا عرضه أمس الأول الجمعة، حسبما أكده أحمد البخاري، ممثل جبهة البوليساريو لدى منظمة الأممالمتحدة، مشيرا إلى أن التقرير الذي ينتظره الشعب الصحراوي والمجتمع الدولي باهتمام سيعرضه كيمون أو أحد مساعديه في 17 أو 18 أفريل المقبل. أبرز هيرفيه لادسوس، وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام، في اجتماع مغلق، أمس الأول، لأعضاء مجلس الأمن الدولي الذي دعت إليه فنزويلا والأوروغواي، أن بعثة الأممالمتحدة غير قادرة على تنفيذ ولايتها بشكل كامل، بعد مغادرة موظفيها المدنيين بناء على طلب من المغرب. وقالت ممثلة الولاياتالمتحدة إن وفدها يواصل الدعوة لعودة العنصر المدني للبعثة إلى الصحراء الغربية، في حين أكدت روسيا أنه في حال عدم التوصل إلى تسوية للأزمة، فيجب على الأمانة العامة إبلاغ مجلس الأمن الدولي بالخطوات التي ينبغي اتخاذها. فيما قالت فرنسا الداعمة للمغرب دعما لا مشروطا، إن هناك جهودا مبذولة لاستعادة الثقة بين المغرب والأممالمتحدة، وأن هناك حاجة لانتظار نتائجها، وهو ما ذهبت إليه إسبانيا، التي عملت على التأكيد أن الخلاف بين المغرب والأمين العام للأمم المتحدة هو جوهر الأزمة الحالية، داعية إلى إيجاد حل لها من خلال ما أسمته بالدبلوماسية الهادئة. ويأتي عرض التقرير الأممي هذه السنة في ظروف خاصة جدا، عمل المغرب خلالها على التصعيد من خلال الأزمة التي خلقها مع الأمين العام للأمم المتحدة والتي أعقبت زيارته إلى المنطقة عدا المغرب والمناطق المحتلة، على خلفية محاولة نظام المخزن ابتزازه باقتراح استقباله من قبل الملك المغربي في العيون المحتلة، وهو ما رفضه كيمون، تلتها حملة انتقادات شديدة اللهجة ضد الأخير الذي وصف التواجد المغربي بالأراضي الصحراوية بالاحتلال، ثم طرد موظفين من بعثة المينورسو رغم كونها بعثة أممية. من جهة أخرى، دعا المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي إلى الصحراء الغربية، جواكيم شيسانو، الدول الإفريقية إلى ضرورة تبني موقف موحد وحازم في وجه التعنت المغربي، بغية استكمال عملية تحرير الصحراء الغربية من براثن الاستعمار، مضيفا خلال مداخلته أمام مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، “أن إفريقيا التي دفعت ثمنا باهظا لتنفيذ العقوبات المفروضة ضد نظام الفصل العنصري بجنوب إفريقيا، عليها اليوم أن تقدم تضحيات في سبيل استقلال الصحراء الغربية”. في سياق ذي صلة، أعرب كريس موشووي، وزير الإعلام وخدمة البث الزيمبابوي، أمس الأول، عن انشغال الحكومة الزيمبابوية باستمرار احتلال الصحراء الغربية من المغرب، وعدم تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال، وأكد لدى استقباله السفير الصحراوي، الديش محمد الصالح بجمهورية زيمبابوي، “إن جمهورية زيمبابوي ظلت خلال الثورة التحريرية وبعد الاستقلال تدعم الكفاح العادل للشعب الصحراوي، وستبقى إلى جانبه حتى نيل استقلاله الوطني”. وأضاف الوزير الزيمبابوي “أن العالم مطالب بوضع حد للمماطلات المغربية وتوقيف نهب الثروات الطبيعية الصحراوية، ومثلما طردت إفريقيا المغرب بسبب تعنته يجب على الأممالمتحدة أيضا أن تستعمل معه نفس الأسلوب”.