مازالت تصريحات كريم بنزيمة والتي كشف خلالها أن العنصرية هي السبب الرئيسي وراء استبعاده من المشاركة مع المنتخب الفرنسي في الأورو 2016، متهما ديشان بالرضوخ لضغط جزء من فرنسا العنصرية تصنع الحدث في فرنسا، حيث تلقى مهاجم ريال مدريد الاسباني هجوم حاد من العديد من الأطراف. واستنكر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس تصريحات بنزيمة مؤكدا أن أن بلاده لا تختار لاعبي كرة القدم بناء على لون بشرتهم أو أصولهم وأوضح ذلك بقوله: "هناك لاعبون جيدون وفريق وصورة يقدمها كل لاعب ومدرب يتخذ القرارات المناسبة وعلى كل شخص أن يكون فخوراً بأصوله لكن لا يتم اختيار اللاعبين بناءً على تلك الأصول، ولا يمكن التشكيك في أن ديشامب قد يكون قام بذلك".
من جهتها عنونت صحيفة "لوفيغارو": كريم بنزيما يشعل النار في المنتخب الفرنسي بهجومه على المدرب ديشان، قالت "لوفيغارو" إنه قبل ثمانية أيام من انطلاق بطولة أمم أوروبا على الأراضي الفرنسية، تتراكم المخاوف لدى مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشان بتعرض لاعبي خط الدفاع رافايل فران ومن بعده جريمي ماتيه للإصابة ثم لاعبي خط الوسط لاسنا ديارا هو الآخر للإصابة.
صحيفة "لوموند" قالت إن التصريحات التي أدلى بها كريم بنزيما لجريدة "الماركا" الاسبانية اتخذت مسارا سياسيا، حيث جاءت الإدانة لهذه التصريحات بنفس الصرامة من اليمين واليسار.
ونقلت الصحيفة عن وزير الدولة لشؤون الرياضة قوله إن تصريحات مهاجم ريال مدريد غير مقبولة. ولدى الجمهوريين فقد وصفت ناتالي كوسيسكي موريزي تصريحات بنزيما بأنها " فاضحة"، معتبرة أن قضيتي العنصرية والتمييز من المواضيع الحساسة التي لا يجب استغلالها في الصراعات الشخصية، وبأن المدرب لا يجب أن يتهم بالعنصرية.
كما اعتبر رئيس الحكومة الفرنسية السابق فرانسوا فيون أن تصريحات كريم بنزيما لا يمكن تحملها، وبأن المدرب له السيادة الكاملة في اختياراته، وأن الربط المتكرر لمشاكل فرنسا بقضايا العرق والدين والمجتمع ليس مؤشرا جيدا وإيجابيا.
من جهة أخرى وصف رئيس نادي تولون الفرنسي لرياضية الريغبي مراد بوجلال تصريحات كريم بن زيمة بانها تُحرّض الشباب على الانخراط في تنظيم "داعش".
وقال الرئيس ذو الاصول الجزائرية إلى إذاعة "آر تي آل" الفرنسية "أعتقد أن بن زيمة لم يُفكّر فيما يقول، ربما كان يتمنّى أن يكون سجّلا تجاريا لكل من يُجنّد الشباب لمصلحة داعش، سيتستغل هؤلاء المجنِّدون كلام بن زيمة ويقولون للشباب الفرنسي المُهمّش: لاحظوا بن زيمة تألّق كرويا، ومع ذلك هُمّش وأُهين، تمرّدوا ضد فرنسا".
كما علق الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي على تصريحات زيدان محملا المسؤولية لخليفته في قصر الاليزيه هولاند مؤكدا أنها نتيجة حتمية لسياستة التي شجعت على انقسام المجتمع الفرنسي، مضيفا أن فالحكومة طوال أربع سنوات غذّت انتقاد الفرنسيين لبعضهم البعض دون مبررات، وهو ما يعكس التصريحات التي لا معنى لها من كريم بنزيمة، جمال دبوز والسيد الفقير كونتونا".
ولم يفوت اليمين المتطرف الفرنسي الفرصة للرد على تصريحات بن زيمة حيث قالت البرلمانية ماريون ماريشال لوبان، في تغريدة لها على التويتر :"بن زيمة: الجزائر هي بلدي، فرنسا هي فقط الجانب الرياضي"، وأضافت في تغريدة أخرى :"اذهب والعب لبلدك إن لم تكن سعيدا".
للعلم فإنه بالإضافة لبن زيمة يواجه مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشان الاتهامات بالعنصرية من قبل إريك كانتونا نجم مانشستر يونايتد سابقا لعدم اختيار كريم بنزيما وحاتم بن عرفة، ثم من نجم الكوميديا المعروف جمال دبوز الذي اعتبر أن بنزيما وبن عرفة دفعا ثمن الوضع الاجتماعي في فرنسا اليوم.