انتهت أمس امتحانات نهاية التعليم الثانوي بكالوريا 2016، حيث اجتاز الممتحنون مواد الفلسفة والعلوم الفيزيائية واللغات الأجنبية، حسب الشعب، وتميز اليوم الأخير بتكرار سيناريو تسريب المواضيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى توزيعها في شكل أوراق أمام أبواب مراكز الإجراء. “اللي شاف المواضيع خدم ولي ما شافهومش راحلو الباك” هكذا فضلت ممتحنة بمركز إجراء موحوس 3 ببرج الكيفان الإجابة على سؤال حول مستوى الأسئلة، حيث قالت إن التسريبات المتكررة حوَّلت البكالوريا إلى كابوس يعيشه الجميع التلاميذ والأولياء معا، وأضافت “عشنا أوقاتا صعبة للغاية، لا ننام الليل، وننتظر عبر مواقع التواصل الاجتماعي أي تسريب جديد”، واعترفت المتحدثة في هذا السياق بأنه لا يمكن تفادي الغش وجميع الزملاء الممتحنين يطلعون على المواضيع، وانتهت بالقول “هذا ليس عدلا”. نفس الانطباع كان لدى التلميذ المترشح عبد الرءوف من نفس الثانوية الذي قال إن المواضيع كانت في متناول التلاميذ، ولكن التسريب سمم جو الامتحانات، وقال المتحدث الذي يجتاز ثاني بكالوريا له “مقارنة بالسنوات الماضية فإن امتحانات هده السنة كانت الأصعب، ليس لأن المواضيع صعبة، ولكن لأن الكثير سيظلم فيها إن لم تتخذ الوزارة إجراءات صارمة في حق الغشاشين” وأضاف “حتى الغشاشون استفادوا بدرجات متفاوتة، منهم من اطلع على جميع المواضيع أو على الأقل أغلبها، وآخرون اطلعوا على بعضها، وهكذا”. وفي مركز إجراء المترشحين الأحرار بإكمالية محمد شويطر في الأبيار، تباينت آراء التلاميذ، بعضهم ارتاح بعد نهاية الامتحانات، خاصة أنه اطلع على المواضيع قبل إجراء الامتحانات، وبعضهم ذرف الدموع بعدما تأكد أنه أهدر فرصة كبيرة للنجاح في البكالوريا، مثلما قال يوسف ل “الخبر” “قررت منذ اطلعت على التسريبات أن لا أغش، خاصة أنني حسبت في البداية أنها مواضيع مزيفة تم تسريبها، غير أنني ندمت الآن وأنا أرى من لم يجتهد طيلة السنة الدراسية قد عمل جيدا في الامتحانات”. على صعيد آخر، اقتربت “الخبر” من الأساتذة الحراس الذين كانوا بدورهم منهارين نفسيا فيما وصفوه ب “الفضيحة”، حيث انتفضت أستاذة بعد نهاية آخر امتحان مساء أمس، وقالت إن على الأساتذة أن يرفضوا تصحيح “بكالوريا الغش”، وأن ينتفضوا ضد “المهزلة” التي ضربت مصداقية البكالوريا عرض الحائط، فيما ذكرت أخرى بأنها شاهدت مناظر لن تنساها طيلة حياتها، وهي بكاء التلاميذ الذين اجتهدوا طيلة السنة، مقابل فرحة عارمة لدى التلاميذ الذي غشوا خلال الامتحان.