تميز انطلاق امتحان شهادة التعليم المتوسط بدوره في اليوم الأول بفضيحة أخرى هزت قطاع التربية، حيث تم تسريب مواضيع أسئلة اللغة العربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال استعمال تقنية الجيل الثالث للهاتف النقال رغم الإجراءات الصارمة والردعية التي اتخذتها الوزارة، وإن لم تكن بنفس حدة ما حدث في اليوم الأول من امتحانات البكالوريا غير أنها أثارت التساؤلات، ويجري هذا الامتحان الذي تختتم به سلسلة الامتحانات الرسمية الوطنية في الجزائر نهاية مرحلة التعليم الابتدائي والبكالوريا في ظروف مادية وبشرية حسنة حسب تأكيدات الجهات المعنية التي تأمل في أن يتمكن المترشحون من إجراء الاختبارات التي تدوم ثلاثة أيام في جو من الثبات والتركيز. اسئلة اليوم الأول تمر بردا وسلاما على المترشحين اجتاز أمس، أزيد من 542 تلميذ وتلميذة لامتحان شهادة التعليم المتوسط خلال يومه الأول، وامتحن المترشحون خلال الفترة الصباحية في مادة اللغة العربية والفيزياء وكانت مواضيع الأسئلة بردا وسلاما على المترشحين الذين أبدوا ارتياحهم لسهولة الأسئلة في المادتين، وهو ما ذهبت إليه عدد من التلاميذ ممن تحدثت إليهم السياسي حيث قالت التلميذة (حنان م) أن موضوع اللغة العربية والفيزياء كان سهلا وفي متناول الجميع، مؤكدة أن كل من اجتهد طيلة السنة بإمكانه حل المواضيع بكل سهولة وأريحية، وهو ما أكدته بدورها (ليلي س) التي بدت جد مطمئنة لسير الامتحان قائلة أنه رغم تخوفها الكبير من صعوبة الامتحان بعد البلبلة التي شهدها امتحان البكالوريا وصعوبة بعض المواد إلا أنها بمجرد رؤيتها لورقة الامتحان تنفست صعداء. تكرار سيناريو البكالوريا في البيام والوزارة تقف عاجزة من جهة أخرى، لم يخلو امتحان شهادة التعليم المتوسط من الفضائح والمفاجآت على غرار ما حدث في شهادة البكالوريا، حيث تم خلال الفترة الصباحية وبعد 20 دقيقة فقط من انطلاق الامتحان الرسمي للغة العربية وتوزيع مواضيع الأسئلة على المترشحين، تسريب موضوع اللغة العربية لشهادة التعليم المتوسط على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك من اجل ممارسة الغش والحصول على الأجوبة الصحيحة بنفس الطريقة التي تم بها تسريب موضوع الامتحان، حيث تم نشر الأجوبة عبر التعليقات التي تحمل صور موضوع أسئلة الاختبار دون أدنى رقابة وهو ما يطرح العديد من التساؤلات عن الأطراف الحقيقية الكامنة وراء هذه التسريبات وإذا ما كانت مقصودة وعبارة عن مؤامرة تحاك ضد وزيرة التربية الوطنية وذلك رغم إجراءات الوزارة والتعليمات المقدمة لرؤساء المراكز بقطع الأنترت ومنع إدخال الهواتف النقالة إلى مراكز الإجراء بالإضافة إلى تجنيد 90 ألف أستاذ مشاركين في الحراسة لتشديد المراقبة على التلاميذ وعدم التساهل معهم، ناهيك عن تهديدات الوزارة بتسليط أشد العقوبات على مرتكبي الغش وأبسط دليل إقصاء أكثر من 400 مترشح في البكالوريا وتوقيف الأساتذة الحراس المتواطئين في عملية الغش من طرف مصالح الأمن، إلا أن جميع هذه الإجراءات لم تردع الأطراف التي تقف وراء هذه الحملة الشرسة التي تهدف بالدرجة الأولى لضرب مصداقية الامتحانات الرسمية في الجزائر. للتذكير وحسب إحصائيات الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، فقد انخفض عدد المترشحين لإجراء هذا الامتحان الوطني بنسبة12.09 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية التي قدر العدد الإجمالي للمترشحين فيها ب 591.509 مترشح، ويوجد من بين المرشحين للامتحان 7512 من فئة الأحرار، فيما يفوق عدد الإناث المترشحين من الذكور حيث يقدر عدد المترشحات لهذه الدورة ب 280.129 فتاة وقدر عدد الذكور ب 261.912 مترشح، أما عدد المترشحين لنيل هذه الشهادة من المدارس الخاصة، فقد بلغ هذا العام 3898 مترشح فيما بلغ عدد الذين سيجتازون الامتحانات من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة 174 مترشح ومن مراكز إعادة التربية 5922 مترشح و602 من الأجانب، وقد خصص 2159 مركزا لإجراء الاختبارات و90 ألف أستاذ للحراسة و35 ألف أخر لتصحيح أوراق الاختبارات على مستوى 60 مركزا.