تأسست جمعية الهلال الأحمر الجزائري في 11 ديسمبر 1956، أيام الثورة التحريرية، وواصلت نشاطها إلى يومنا هذا. لها مكاتب على مستوى 48 ولاية، ويتكون كل مكتب من لجان متعددة تسند إليها مهام مختلفة، منها لجنة الإسعاف والمسعفين التي تقوم بإعطاء دروس في الإسعافات الأولية من قبل مكونين مختصين، وتنظم هذه الأخيرة خرجات ميدانية من أجل تقديم المساعدات الطبية، إلى جانب الخدمات الإنسانية. يهدف الهلال الأحمر الجزائري، الذي يقع مقره بشارع محمد الخامس بالجزائر العاصمة، إلى ترسيخ روح التضامن بين المواطنين، خاصة وأنه يستمد مساعداته المادية من طرف المتبرعين. كما تتمثل أهم أولوياته في الوصول للمناطق النائية. وفي هذا الخصوص، تقول رئيسة الهلال الأحمر الجزائري السيدة سعيدة بن حبيلس، في حديثها ل“الخبر”، إن قوافل الهلال الأحمر الطبية تنتقل إلى المناطق المعزولة التي يصعب الوصول إليها، من أجل تقديم المساعدات للمرضى. كما يقوم الهلال بتلقيح الأطفال والتبرع بالدم للمستشفيات، ومن المبادرات التي نظمها مؤخرا تبرعه ب 12 طنا من الأدوية لمستشفيات بتمنراست، وأدرار، والنعامة، والبيض، ويندرج ذلك في إطار النشاطات الإنسانية الموجهة لمرضى هذه المناطق. وفي السياق ذاته، أفادت متحدثتنا بأن الجمعية تتولى أخذ مواعيد بالمستشفيات للأشخاص القادمين من المناطق البعيدة، كما تنظم خرجات تطوعية للأطباء وتوزيع النظارات الطبية على الفقراء، إلى جانب قيامها بحملات وقاية ضد الأوبئة والأمراض والأضرار الاجتماعية وتحسين مستوى المعيشة والصحة للمجتمع، زيادة على نشاطات دولية مثل المشاركة في التضامن الذي يجمع أعضاء الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر. علاوة على الناحية الطبية، أكدت بن حبيلس أن الهلال الأحمر الجزائري يتطوع بالعديد من الأعمال الخيرية، على غرار تقديم المساعدات المادية للعائلات الفقيرة في شهر رمضان، وفتح مطاعم لعابري السبيل والأشخاص دون مأوى، إلى غيرها من النشاطات.