يلجأ العديد من المواطنين بقسنطينة، خاصة منهم المتقاعدين وكبار السن، إلى إيجاد الطريقة المثلى في نظرهم من أجل “قتل الوقت” وقضاء يوميات رمضان الساخنة، باتخاذ عربات الترامواي ملاذا لهم طيلة النهار ذهابا وإيابا، ليدخلوا في بعض الأحيان في مناوشات مع محصلي التذاكر. اتخذ المتقاعدون وكبار السن العربات المكيفة للترامواي ملاذا لهم من الحر والملل، فيقتنون جريدتين أو ثلاث ويجلسون في العربات طيلة النهار وينتظرون مواعيد الصلاة لينزلوا، سواء في محطة الأمير عبد القادر، للصلاة في مسجد الجامعة الإسلامية، أو في محطة خزنذار للصلاة في مسجد ابن العربي. يقول عمي سليمان، وهو متقاعد من شركة السكك الحديدية “لست من هواة النوم”، فهو معتاد يوميا على الذهاب إلى وسط المدينة لاقتناء بعض الحاجات، ثم الجلوس في بستان بن الناصر بوسط المدينة، قبل العودة زوالا إلى المسجد. غير أنه، كما قال، اهتدى وبعض أصدقائه إلى فكرة الترامواي، خاصة أن لديهم جميعا اشتراكات شهرية ويحق لهم استقلال الترامواي متى يحلو لهم حتى مائة مرة في اليوم، كما قال. وعقب مرافقه الحاج فضيل الذي تجاوز السبعين من العمر، أنه لا يرى نفسه جالسا في المنزل طيلة النهار، لهذا فهو يفضل الخروج، غير أن الحر الشديد المقترن بشهر الصيام قد ينهكانه، لهذا آثر أن يقتني بعض المشتريات من سوق وسط المدينة صباحا ليركب الترامواي “المكيف” عند التاسعة والنصف، ويصعد إلى آخر محطة بزواغي سليمان، وهو يتصفح جرائده المفضلة، في مدة نصف ساعة، ثم ينزل ليستقل عربة أخرى في وضعية العودة إلى محطة بن عبد المالك رمضان بوسط المدينة.. يصلي الظهر في مسجد الأمير عبد القادر، ويجلس هناك قليلا لتلاوة ما تيسر من القرآن، ثم يعود للمنزل بعد الزوال... وهكذا يوميا، حسب تصريحاته. من جهتهم، علق بعض محصلي التذاكر بمؤسسة سيترام، أنهم وجدوا بعض الصعوبات في التعامل مع كبار السن الذين يرفضون النزول في المحطة النهائية ويفضلون الدخول إلى المحطة الرئيسية، ومنها إلى المرآب، ثم الخروج مجددا مع العربة. ورغم أن هؤلاء، كما قالوا، يشرحون أن الأمر ممنوع، غير أن هذا النوع من الزبائن صعب المراس، لتنشب بينهم مناوشات كلامية.