اعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال، السيدة لويزة حنون، اعتقال إعلاميين وفنانين وإصدار نصوص تقيّد الحقوق السياسية والاقتصادية للجزائريين، “دليلا على ضعف كبير للنظام وقرب نهايته”. ذكرت حنون في افتتاح أشغال المكتب السياسي لحزبها أمس بالعاصمة، أن السلطة “ترد على تطلعات الجزائريين بالقمع، فالنظام الذي لا يطيق السخرية السياسية، سواء كانت بالرسم أو السمعي البصري أو المقالات، يعبر عن ضعف كبير وقرب نهايته وبيان أنه يفتقد لقاعدة شعبية”. وتابعت: “حينما يفقد نظام قاعدته الشعبية، فهذا يعني أن العد التنازلي لسقوطه قد انطلق”. مشبهة حالة النظام بذلك “الذي يقطع الغصن الذي يجلس عليه”. وقالت حنون “أصبح من السهل وضع جزائريين وجزائريات في السجن، وهو ما يتنافى مع كل الالتزامات بعدم اللجوء للحبس الاحتياطي إلا في الحالات القصوى”. وتحدثت بمرارة عن اعتقال نجاعي نورة، المسؤولة بوزارة الثقافة، ومدير قناة “الخبر” مهدي بن عيسى، ومنتج برنامج “ناس السطح” رياض حرتوف، وقالت “عيد الفطر وعيد الاستقلال لم يكن لهما أي نكهة. لقد قضوا العيدين بعيدا عن عائلاتهم مع أنهم لم يرتكبوا جرائم، لم ينهبوا مالا ولم يخونوا وطنهم ولم يشاركوا في الفساد”. وأعادت حنون طرح سؤالها المزعج بالنسبة للسلطة: “هل يدري الرئيس بوتفليقة بتفاصيل ما يجري؟”، مشيرة إلى أن الجنرال المتقاعد حسين بن حديد، الموقوف منذ أكتوبر 2015، مريض جدا، وأتبعته بسؤال آخر: “هل يسمح الرئيس بهكذا انحرافات؟”، مبدية خيبتها من مضمون رسالته بمناسبة الذكرى 54 للاستقلال، فهذه الرسالة توقفت في 2014، ولم تتطرق إلى الأوضاع التي تفاقمت بعد 2014، وبالنسبة لها فهذه الرسالة مجرد “بكاء على الأطلال أو أمامها”. وسجلت حنون بأنه “فيما تحدث في رسالته عن الإصلاح السياسي والدستوري، تم تمرير قوانين هذا الإصلاح بطريقة انقلابية”. وتساءلت “أين هو دور المعارضة الذي تحدثوا عنه؟”، مشبهة النصوص التي تمت المصادقة عليها ومنها قانون الانتخابات، ب”الآلة الكاسحة للحقوق الديمقراطية”. وحذرت من السياسات المعتمدة من قبل قطاعات وزارية، “فهي تهدد بتفكك الجزائر وخصوصا التخلي عن الطابع الاجتماعي للدولة”، واعتبرت أن التعديلات التي تمت على منظومة التشريعات الاقتصادية والمالية، بمثابة “ثورة مضادة” من شأنها أن تؤدي إلى اختفاء الطبقة المتوسطة، ونبهت إلى أن المساس بحقوق هذه الطبقات كان وقود ثورات هدمت دولا وأسقطت أنظمة، مستدلة بحالة سوريا، حيث ساهم تخلي النظام عن دعم الفلاحين في منطقة درعا في جنوب شرقي سوريا في انفلات الوضع، بما أن أولى المظاهرات انطلقت من هناك. واستغربت حنون الخطاب الذي يمتدح الإنجازات المحققة، متسائلة “إن كان من يتحدث عن جزائر تعيش في جنة والجزائريين يتمتعون بالرخاء والرفاه، يتحدثون عن بلد واحد؟”. وقالت “للأسف لسنا في ظرف يعكس احترام مبادئ ثورة 54”.