وصل الرئيس السوداني، عمر البشير، إلى جوبا، أمس، في زيارة لجنوب السودان التقى فيها الرئيس سلفاكير ميارديت لبحث الأزمة الحالية هناك، وذلك بعد فشل مفاوضات السلام المنعقدة بأديس أبابا بين وفديين، أحدهما يمثل سلفاكير والآخر يمثل نائبه السابق رياك مشار الذي تتهمه جوبا بتدبير محاولة إنقلابية فاشلة، إذ لم يتم التوصل لاتفاق بين الطرفين. وقال مراسلون، إن البشير وصل وبرفقته وفد على مستوى عالٍ يضم عددا من المسؤولين عن الدفاع والأمن والنفط، وأنه بدأ اجتماعا مغلقا فور وصوله مع سلفاكير للتباحث بشأن الوضع وتعقيداته. وجاءت زيارة البشير في إطار جهود السودان لاحتواء الأزمة وتقديم وساطة بين الطرفين. ونقل عن وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال عثمان، قوله إن الخرطوم «أكثر الجهات تأهيلا للمساهمة في التوصل لحل الأزمة نظرا لمعرفتها الجيدة بالوضع بجنوب السودان وعلاقاتها الجيدة بكل الأطراف». وأضاف، أن البشير ربما لا يقدم مبادرة بعينها بسبب المفاوضات الجارية في أديس أبابا، لكنه ربما يبحث مقترحات مع سلفاكير بشأن أقصر الطرق لوقف إطلاق النار ونجاح المفاوضات، كما أن هذه الزيارة ستمكن البشير من الوقوف على الأوضاع بجنوب السودان، ووضع تصور لما يمكن أن يلعبه من دور. وفي الوقت الذي يبذل فيه الوسطاء بالعاصمة الإثيوبية جهودا للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع استمر الطرفان في الإعلان عن عزمهما تصعيد عملياتهما العسكرية. واستمرت العمليات العسكرية على نطاق واسع، وشهدت العاصمة جوبا تبادلا لإطلاق النار والمزيد من نزوح السكان منها باتجاه أوغندا جنوبا، كما تواصلت الاشتباكات بولايتي الوحدة وجونقلي شمالا. من جهته، قال مشار إن قواته أصبحت على تخوم العاصمة جوبا نفسها، وأن هدفها المقبل هو الهجوم عليها، وقد أكد ذلك المتحدث باسم القوات غير الحكومية موسس رواي، مشيرا إلى أن قواته لديها زمام المبادرة ورفض الإفصاح عن وقت هجومها المتوقع على جوبا. وفي وقت سابق، حذرت الولاياتالمتحدة طرفي الصراع من «التحايل» في المفاوضات لتحقيق مكاسب عسكرية على الأرض، حيث لا يزال الاستنفار العسكري سيد الموقف.