اعتبر أحمد أويحيى، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أمس، بوهران “أن الدولة الجزائرية سخرت كل الأشياء اللازمة من دبابات وجيش لحماية استقرارها، لكن الشعب هو الوحيد القادر على حماية الاستقرار والتغلب حتى على الحلف الأطلسي”، في تعليقه على الانقلاب العسكري في تركيا. وتعمّد أويحيى، خلال رده على استفسارات الصحفيين في نهاية التجمع، عدم التفاعل مع تساؤلات حول واقع الصحافة والتعدي على حرية التعبير وقضية مجمع “الخبر”، رغم إلحاح بعض الزملاء عليه، لكنه في المقابل فضل الإجابة على ملفات دولية كأحداث نيس الفرنسية والانقلاب في تركيا. وحتى خلال خطابه المطول حول ترقية الديمقراطية في الجزائر تحاشى التطرق لقضية “الخبر” والظلم الذي تتعرض له، وهو ما يفهم في لغة الاتصال السياسي بأنه تبني لموقف الحكومة التي ينتمي إليها التجمع الوطني الديمقراطي. بالمقابل، اعتبر أويحيى أن الانقلاب في تركيا فشل، لأن “الشعب وقف وخرج للشارع لمساندة أردوغان، ولهذا يجب تعبئة الشعب لأنه أكبر حماية للاستقرار سواء توفرت الأموال أم نقصت ويستطيع التغلب حتى على الحلف الأطلسي”. في نفس السياق، استغل الفرصة لتوجيه رسالة لجهات لم يذكرها قائلا “الدولة الجزائرية سخرت كل الأشياء اللازمة من دبابات وجيش لحماية الاستقرار، لكن الشعب هو وحده القادر على حماية الاستقرار لذا وجب تعبئة هذه الطاقات الشبانية والطلبة لتوعية الشعب”. كما تحدث أويحيى مطولا أمام الطلبة بمناسبة الجامعة الصيفية للاتحاد العام للطلبة الجزائريين بفندق “الميرديان وهران” حول ترقية الديمقراطية في الجزائر وإنجازات السلطة منذ الاستقلال، حاثا الطلبة على الاضطلاع بمهمة شرح أهمية الإصلاحات لبقية شرائح المجتمع وضرورة الإصلاحات لتأمين مستقبل الجيل الحالي الذي سيعيش لا محالة نهاية البترول. من جانب آخر، اعتبر أويحيى بأن تهاوي أسعار النفط “نعمة تدفعنا للعمل والبحث عن البديل للمحروقات، بالاعتماد على أوراق رابحة هي الموارد البشرية، استغلال التراب الشاسع 2.3 مليون كلم مربع للفلاحة، السياحة وسوق محلية”. وكرر نداءه لمكاشفة الشعب وقول الحقيقة والابتعاد عن الديماغوجية، منتقدا في هذا الإطار، تصريحات بعض قادة المعارضة حول استرداد القرض المقدم لصندوق النقد الدولي قائلا “الخمسة ملايير دولار لم تغادر الجزائر وما عليكم سوى طرح سؤال لمحافظ بنك الجزائر”. كما تهكم على مبلغ 100 مليار دولار كتهرب جبائي الذي صرحت به زعيمة حزب العمال “هذا خطاب ديماغوجي لا يستند إلى دلائل علمية”. ودعا الطلبة إلى الاعتزاز بتاريخ أجدادهم الذين رفعوا راية الإسلام في الأندلس بقيادة طارق بن زياد من قبيلة ولهاصة، وبنشر الإسلام في أعماق الصحراء وإفريقيا على غرار الشيخ المغيلي الذي طرد اليهود من تمنطيط في منطقة التوات. كما ذكرهم بالتضحيات لتحقيق الاستقلال قائلا “بفضل 1.5 مليون شهيد تحصلنا على الاستقلال وليس بفضل ضابط أو مسؤول فرنسي كما يقول بعض الساسة”، في تلميح لتصريحات عمار سعداني، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني.