كشفت تطورات التحقيقات مع الأشخاص ال6 المقربين من منفذ اعتداء نيس، محمد لحويج بوهلال، عن استغلال المحققين رسالة “أس أم أس” قصيرة بعث بها المعتدي إلى شخص مجهول الهوية لحد الآن، قبل 18 دقيقة من تنفيذ الهجوم، في حدود 22:27 مساء يوم 14 جويلية، يطلب فيها هذا الأخير جلب 5 أسلحة مع كتابة حرف “سي” دون ذكر الاسم، حسبما أوردته قناة “بي أف أم تي في” الفرنسية. الأمر الذي زاد من تخوف المصالح المحققة، وجعلها تتعمق في التحقيقات لوضع اليد على شركاء ربما يوجدون أحرارا. كما أوقف المحققون شخصين آخرين رجلا وامرأة، صباح أمس الأحد، من المحيط القريب من منفذ الاعتداء، إلى جانب الأربعة الآخرين الذين لا يزالوا رهن الحبس تحت النظر، فيما تم الإفراج عن زوجة محمد بوهلال السابقة، بعدما أكدت هذه الأخيرة للمصالح المحققة بأن زوجها السابق كان أبا جيدا مع أبنائه الثلاثة، ولم تلمح عليه أي مؤشرات تطرف مشددة. مضيفة بأن سبب الطلاق كان نتيجة المشاكل الزوجية التي تقع بين الزوجين وكذا معاملته العنيفة فقط. فيما أدلى أحد الموقوفين بتصريحات ساعدت على تقدم التحقيقات، تمحورت حول تطرف محمد بوهلال في فترة وجيزة وبسرعة دون أن ينتبه له أحد، خاصة وأنه دائما، حسب تصريحات هذا الموقوف، يعدّ من بين المندمجين بصفة جيدة وسط المجتمع الفرنسي. لكن في الآونة الأخيرة ظهرت عليه بعض مؤشرات التطرف، حيث أطلق لحيته، وتوقف عن تناول الكحول، كما امتنع عن التردد على أماكن السمر والملاهي الليلية، أين كان يحب التوجه إلى نقاط رقصات “السلسة” بغية التعرف على المزيد من النساء مباشرة بعد طلاقه. ولقد دفعت هذه التصريحات الأولية وزير الداخلية برنار كازنوف إلى التصريح بأنه يجب توخي الحذر من هذا النوع الجديد في تطرف شباب فرنسا. واصفا إياه بجهاد الفقراء دون اللجوء إلى اللوجستيك، خاصة بعد تشدد منفذ اعتداء نيس بسرعة دون أن يلفت انتباه أجهزة المخابرات الفرنسية التي لم تكن تعرفه، ولم تكن له حتى بطاقة “فيش أس”، ماعدا تورطه في الجنح البسيطة المندرجة في القانون العام، كالسرقة والعنف والتهديد، وإدانته بعقوبة 6 أشهر حبسا موقوفة التنفيذ. وكشفت التحقيقات وكاميرات المراقبة بمحيط شارع “لابرومناد دي زونغليه” أين حدثت المجزرة وخلفت 84 قتيل بينهم 10 أطفال وجرح 202 آخرين لا يزال 52 منهم يصارعون الموت بينهم طفل واحد، كشفت بأن هذا الأخير قدم إلى مسرح الجريمة يومي 12 و13 جويلية قبل تنفيذه الاعتداء مرتين، من أجل رصد المكان، حسبما أكدته مصادر مقربة من التحقيقات. للتذكير، فإن داعش تبنت الاعتداء عبر وكالة أعماق، وباركت المنفذ، ووصفته جنديا في تنظيم الدولة الإسلامية، لأنه استجاب لنداءاتها الداعية إلى قتل الأجانب في بلدان الغرب الذين يقومون بمحاربة معاقلها.