تمكنت مصالح الحماية المدنية بمعية العشرات من المواطنين، أمس، بصعوبة بالغة، من إخماد الحريق المهول الذي شب بواحة أهرهر بولاية إليزي، ليلة الجمعة إلى السبت، وخلف خسائر مادية معتبرة في مساكن المواطنين التي مستها النيران، وعدد معتبر من أشجار النخيل المنتجة، فيما لم يتم لحسن الحظ تسجيل أي خسائر بشرية. وحسب مصادر “الخبر”، فإن هذا الحريق، الذي وقع في حدود الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة، بمنطقة أهرهر النائية، تسبب في إتلاف نحو 1000 نخلة مثمرة، بالإضافة إلى العشرات من الأشجار الهامة والأعشاب الجافة، بالإضافة إلى خسائر مادية معتبرة سجلت في مساكن لمواطنين، تمثلت في احتراق كلي للأثاث الموجود بداخلها من أفرشة وأغطية وألبسة ومواد غذائية، حيث انتشرت ألسنة اللهب بسرعة كبيرة، حسب تصريحات السكان، الذين أكدوا أن ألسنة النيران بدأت تنتشر تدرجيا في عشرات الهكتارات من أشجار النخيل المنتجة، التي تعد مصدر رزق أساسيا لأغلب سكان المنطقة، ما أدى إلى إتلاف الآلاف منها. ولا يزال أعوان الحماية المدنية مرابطين بعين المكان في محاولة لإخماد الحريق بشكل نهائي، بعدما استطاعت، أمس السبت، التحكم في الحريق بشكل كبير وعدم امتداد النيران إلى البساتين والتجمعات السكانية القريبة من مكان اندلاعها، وهو ما بدا واضحا من خلال التفرغ لمرحلة إزالة بقايا الأشجار المحترقة والعوائق، للسماح بإنهاء العملية بشكل كلي، في حين تبقى الأسباب الحقيقية للحادث مجهولة ومحل تحقيق من طرف الجهات المختصة، في وقت يعتقد بعض سكان المنطقة أنها ناجمة عن الإهمال، جراء قيام المواطنين من حين لآخر بإشعال النار للطهي، من دون التأكد من إطفائها بصورة نهائية، وهو ما يتسبب في وقوع مثل هذه الحرائق. ويذكر أن هذا الحريق يعد الثالث من نوعه بعد الحرائق التي عرفتها كل من واحة أهرهر السياحية ببلدية برج الحواس قبل شهرين، وكذا واحة أجاهيل بالمقاطعة الإدارية جانت الصيف الماضي، وأتى على الآلاف من أشجار النخيل المثمرة وكذا العشرات من أشجار العنب والزيتون وغيرها من الأشجار الهامة والأعشاب الجافة، ما بات يهدد هذه الثروة الفلاحية الهامة بالانقراض.