تفاجأ 47 حاجا جزائريا قصدوا أراضي المملكة السعودية لأداء مناسك الحج، لدى وصولهم إلى مطار الأمير نايف بالقصيم، بافتقادهم لتراخيص تسمح لهم بزيارة بيت الله الحرام، بعد أن خدعهم صاحب وكالة سياحية جزائرية بضمان حجزهم مقابل مبلغ مالي معتبر، إلا أنه في الحقيقة اكتفى بمنحهم تأشيرات سفر عمل للمملكة السعودية من دون تراخيص حج، حسب فيديو بثته قناة “24 سعودي”. حسب شهادات الضحايا فإن صاحب الوكالة استغل شغفهم بأداء مناسك الحج بعد عدم ورود أسمائهم في قائمة القرعة، واغتنم الفرصة ليوهمهم بالتكفل بكل الإجراءات القانونية التي تسمح لهم بتحقيق حلمهم، الذي استعصى عليهم عدة سنوات، بعدما لم يحالفهم حظ الفوز في القرعة كل سنة. وبدأ حلم الحجاج الجزائريين يتبخر فور نزولهم من الطائرة، وسرعان ما تحولت فرحتهم إلى نكسة أثناء إنهاء إجراءات الدخول، حيث أعملهم أفراد شرطة حدود المملكة السعودية بأنهم يفقدون لرخص تسمح لهم بزيارة بيت الله الحرام، وبأن صاحب الوكالة السياحية الذي أشرف على تنظيم الرحلة ليس إلا محتالا.. ليقعوا فريسة للشك الذي ظل يساورهم مد 42 ساعة (مدة مكوثهم في المطار) متحسرين على ضياع أموالهم التي ذهبت سدى من جهة، ومنع السلطات الأمنية لهم من زيارة مكةالمكرمة من جهة أخرى. ونشرت نفس القناة فيديو للضحايا الجزائريين، ونقلت شهادات البعض منهم على غرار السيد عبد الحي فردية، الذي روى تفاصيل الخدعة التي وقع فيها رفقة 46 حاجا آخرين من الجنسين، قائلا: “منذ سنوات ونحن نجري القرعة ولم يتسن لنا زيارة بيت الله، فاغتنم صاحب الوكالة شغفنا وأوقعنا في فخه”. ولحسن حظ الحجاج، تكفلت السلطات السعودية بهم وأمر خادم الحرمين الشريفين باستقبالهم في فندق وتسهيل عمليات استخراج تصاريح حج لهم، تمكنهم من إتمام فريضتهم. ديوان الحج والعمرة يتوعد بفرض عقوبات ردعية على صاحب الوكالة وللاستفسار عن الموضوع، اتصلت “الخبر” بالمدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، يوسف عزوزة، الذي اعترف بوقوع الحجاج في فخ النصب والاحتيال من طرف صاحب الوكالة السياحية. وأوضح في اتصال هاتفي مع “الخبر”، أن تنظيم الحج والعمرة يبدأ بدفتر شروط وعقد بين الديوان الوطني للحج والعمرة وصاحب الوكالة، وهي الشروط التي لم تتوفر في الوكالة السياحية المعنية. وذكر عزوزة أن “الديوان فتح تحقيقا في القضية، وأعد تقريرا سيتم إرسال نسخة منه لوزارة التهيئة العمرانية والسياحة والصناعات التقليدية، ونسخة أخرى لوزارة الشؤون الدينية”. كما توعد المتحدث بتسليط عقوبات ردعية على صاحب الوكالة “كي يكون عبرة لمن يعتبر”. وأشار نفس المتحدث إلى أن “الديوان سبق له تحذير الحجاج من الوقوع في أفخاخ الانتهازيين، بحكم أن حصة الحجاج الجزائريين (28 ألفا) ثابتة ولا يمكن تجاوزها”