اعترف مدير مؤسسة الفنون المطبعية، حمدي مسعود، بمسؤولية الخطأ الذي ورد في كتاب السنة أولى متوسط، وشدد على أنه “مهني بحت ولا خلفيات له”، ونتج عن “هفوة” من قبل المصمم الذي كلف بمعالجة خطأ آخر يتعلق بموضوع الدرس، حيث قام بتغيير الخريطة بأخرى تعترف بكيان إسرائيل على أنه دولة، وأن التحقيق الذي أعلنت عنه الوزارة لم يمتد إلى مؤسسته لحد الآن. فند المدير العام للمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية “إيناڤ”، حمدي مسعود، في تصريح خص به “الخبر”، أمس، وجود أية خلفيات وراء الخطأ الذي ورد في الصفحة 65 من كتاب الجغرافيا للسنة أولى متوسط، وحرص في هذا الإطار على التأكيد بأن جميع الطاقم الذي سهر على مراجعة وطبع هذا الكتاب، من أساتذة ومفتشين ومختصين في الإعلام الآلي والتصميم والطباعة، “جزائريون مسلمون وأكفاء يعملون في شفافية وبإخلاص تام..”. وقدم محدثنا اعتذارا رسميا من منصبه كمدير عام للمؤسسة، حيث قال: “أعتذر لجميع الجزائريين الغيورين على القضية الفلسطينية.. أعتذر باسمي وباسم جميع عمال المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية الذين دخلوا منذ أفريل في سباق مع الزمن لكسب الرهان ووضع الكتاب بين أيدي التلاميذ دون أي تأخير أو تهاون..”. وذكر حمدي أن مؤسسته حصلت على صفقة طبع الكتب بالتراضي، عن طريق ديوان المطبوعات المدرسية، وتم مباشرة بعد ذلك تشكيل أفواج عمل لتنطلق العملية بداية أفريل الماضي، تتكون من أساتذة ومفتشين في جميع المواد بما فيها الجغرافيا. واعترف مدير “إيناڤ” بأن الآجال التي حددتها وزارة التربية للانتهاء من عملية طبع الكتب الجديدة، البالغ عددها 58 ألف نسخة، كان “ضيقا جدا”، ومع ذلك، يضيف، فإن الجميع كان مجندا لتقديم المولود الجديد وجعله في متناول التلاميذ. وتم بناء على ذلك، يضيف حمدي، عرض مضمون الكتاب على لجان مختصة ومفتشين، أبدوا في البداية تحفظهم على بعض الأخطاء النحوية، كما قدم أعضاؤها ملاحظات عديدة، أهمها وجود تباين بين موضوع الدرس الخاص بالكثافة السكانية والخريطة التي تضمنها الكتاب، ما يفسر مطالبة اللجنة المختصة بتغيير هذه الخريطة، قبل أن يتم تكليف مصمم من ذات الهيئة بمعالجة هذا الخطأ، حيث قام بإدراج خريطة تتضمن كيان إسرائيل بدل دولة فلسطين دون أن ينتبه، وهو “خطأ مهني بحت” لا علاقة له، يقول محدثنا، لا بخلفيات سياسية ولا أيديولوجية، “لأن المصمم المعني موظف كفؤ ومعروف بنزاهته ومصداقية العمل الذي يؤديه”. وبعيدا عن أي تهويل، وصف مدير المؤسسة الخطأ ب”الهفوة”، وشدد على مصداقية ونزاهة جميع أفراد الطاقم الذي شارك في العملية، حيث تأسف لوقوع “الخطأ الذي هز مشاعرنا.. أعتذر باسمي وباسم جميع عمال المؤسسة من تقنيين ومصممين ومختصين..”. والتزم حمدي مسعود بأن الطبعة المصححة من كتاب السنة أولى متوسط ستكون جاهزة خلال 48 ساعة، لتمكين الطلاب منها ووضعها في متناولهم، غير أنه أكد بأنه لم يخضع لأية مساءلة من قبل مصالح الأمن في إطار التحقيق الذي أعلنت عنه وزارة التربية بعد اكتشافها الخطأ.