أكدت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، أمس، في تصريح حصري ل"المساء" أن النسخة الأصلية لكتاب الجغرافيا للسنة الأولى متوسط والذي ورد في صفحته 65، والذي اعتمدته لجنة الاعتماد والمطابقة كان يتضمّن خارطة لدول الشرق الأوسط بها اسم فلسطين، معلنة أن التحقيق الذي أمرت بمباشرته قد انطلق على مستوى المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية "إيناغ" التي طبعت الكتاب، على أن يشمل جميع مراحل طباعة الكتاب لتحديد وبدقّة أين وقع الخلل ومن أقحم هذا الخطأ في الكتاب. وزيرة التربية وفي تصريح هاتفي مع "المساء" حمّلت مسؤولية ما وقع لكتاب الجيل الثاني الموجّه لتلاميذ السنة الأولى متوسط لدار النشر "المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية" التي كشفت بن غبريط، بموازاة لذلك أنها باشرت في تصحيح وإعادة طبع الصفحة التي وقع بها الخطأ، ليشرع في توزيع الكتاب من جديد والذي سبق وأن أمرت الوزارة المعنية بسحبه، على المتوسطات عبر الوطن بداية من يوم غد الأحد، علما أن مدير مؤسسة الطبع المعنية اعترف بالخطأ الذي وقع مؤكدا أنه لم يكن متعمّدا. وردا على سؤال يتعلق بالمشرفين على صياغة مضامين كتب الجيل الثاني شرع القطاع في اعتمادها بداية من السنة الدراسية الحالية أكدت بن غبريط، أنّهم جزائريون مائة بالمائة ولا يوجد من بينهم أجنبي، مشيرة إلى أنهم ينتمون إلى عدة أسلاك منهم مفتشون وأساتذة وجامعيون، كما أن النّصوص جزائرية لكتّاب جزائريين مذكورة أسماؤهم في الكتاب وبالتالي يمكن التأكد من ذلك بالاتصال بهم ومحاورتهم. الأخطاء في الكتب المدرسية تحدث في كل الدول ولا ينبغي تضخيم الأمور تضيف السيدة بن غبريط التي أوضحت أن كل كتاب مدرسي جديد يمر سنة من سنة من طبعة إلى أخرى جديدة مصححة ومحسّنة وذلك باعتماد الاقتراحات التي يتقدم بها مختصون في التربية، وأعلنت الوزيرة في هذا الصدد عن فتح صفحة إلكترونية وهي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. لتلقي الاقتراحات والملاحظات من كل الشرائح بما فيهم المواطنون حتى تؤخذ بعين الاعتبار وتعتمد تدريجيا في كل سنة بهدف تحسين مضامين الكتب وتحسينها وتفادي الوقوع في أخطاء. "هدفنا هو أن يكون التلاميذ مطمئنّين ولا داعي للدخول في جدل لا فائدة منه للمدرسة" تضيف بن غبريط ردا على سؤال حول ما إذا كان من وراء الخطأ الذي اكتشف بكتاب الجغرافيا مؤامرة ضد شخص الوزيرة، مؤكدة أن المهم الآن في هذه القضية وبموازاة التحقيق الذي سيكشف الحقيقة أن يصحح الخطأ وأن يكون الكتاب متوفرا لدى التلاميذ. وطلبت الوزيرة في هذا السياق أن يشارك الأساتذة في تصحيح أي خطأ قد يكتشفونه في قسم الدراسة آنيا وتبليغه للمسؤولين بغرض تصحيحه. بن غبريط كشفت من جهة أخرى عن لقاء مع مديري التربية الوطنية عبر الولايات من خلال محاضرة عن بعد لشرح عدة مسائل تهم المنظومة التربوية من بينها التداعيات والإجراءات التي تعتزم الوزارة اتخاذها بعد الخطأ الوارد في كتاب التاريخ والجغرافيا للسنة الأولى متوسط. مدير مؤسسة "إيناغ": الخطأ لم يكن متعمّدا المدير العام للمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية "إيناغ" حميدو مسعودي قال إن الخطأ الذي جاء في الكتاب المدرسي خطأ غير متعمّد وسيتم تدارك الأمر لأن قضية فلسطين قضية الجزائر ككل، ولن نسمح أن يكون إسم الكيان الصهيوني على خارطة الشرق الأوسط في كتبنا المدرسية وغير المدرسية. وأضاف أن المصمم الذي أشرف على الكتاب مفتش في التربية الوطنية (لم يفصح عن اسمه) ولا غبار على نزاهته وحبّه لفلسطين، مؤكدا أن الكتاب صحح إلا أنه تم تغيير الخارطة التي جاءت في النسخة الأصلية في الصفحة ال65 لأنها لم تتوافق مع الإخراج العام، وهذا ما كان فعلا ولأن أسماء البلدان صغيرة جدا لم تكن واضحة ولم يتم الانتباه للخطأ. وكانت وزارة التربية الوطنية قد أمرت أول أمس، بالسحب الفوري للكتاب المدرسي لمادة الجغرافيا للسنة الأولى متوسط على إثر إكتشاف خطأ في صفحة من هذا الكتاب، موضحة في بيان لها أنّها قررت سحب الكتاب وطالبت دار النشر التي طبعته بتصحيح الخطأ الوارد فيه. علما أنه طلب من التلاميذ جلب الكتاب إلى الأقسام وجمعه من أجل إعادته للمطبعة وتغيير الصفحة التي وقع فيها الخطأ بصفحة تتضمن معلومات صحيحة. مزيان مريان: ما حدث حلقة من حلقات المؤامرة ضد الوزيرة وإصلاحات القطاع لم تستبعد بعض نقابات قطاع التربية، أن يكون إدراج الخطأ في كتاب التاريخ والجغرافيا من الجيل الثاني للسنة الأولى متوسط حلقة أخرى من حلقات المؤامرة ضد شخص وزيرة التربية نورية بن غبريط، التي يريد البعض الإطاحة بها لأنها أعلنت صراحة محاربتها للرداءة والمحسوبية من جهة، وعزمها على إصلاح المنظومة التربوية لجعلها مدرسة نوعية تضاهي نظيرتها في الدول المتقدمة وذات مصداقية. وفي هذا الشأن أكد رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان، في تصريح ل"المساء أمس، أن ما حدث مع الكتاب مواصلة للمناورات التي عرفها امتحان شهادة البكالوريا دورة 2016، موضحا أن الأمر يمكن اعتباره خطأ لو كانت الخارطة والكتابات عليها باللغة الفرنسية ولأنها خارطة عربية فهذا دليل قاطع على أن الهدف من وراء ذلك هو الإساءة للوزيرة وللإصلاحات التي يقوم بها القطاع. واعتبر مريان أن سياسة الجزائر إزاء فلسطين ونضال الشعب الفلسطين واضحة أتم الوضوح ومعروفة لدى الخاص والعام داخليا وخارجيا، مطالبا لجنة التحقيق بالعمل على إظهار الحقيقة للرأي العام وكشف المتورطين.