يلتقي المنتخب الجزائري بنظيره الكامروني اليوم بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بداية من الساعة الثامنة والنصف مساء في إطار الجولة الأولى للمجموعة الثانية لتصفيات مونديال روسيا 2018 للمنطقة الإفريقية. يراهن رفقاء إسلام سليماني على تحقيق انطلاقة قوية أمام منتخب الكامرون والبحث عن صدارة مجموعة "الموت" التي تضم أيضا نيجيريا وزامبيا ، مستغلين هذا المساء ، أفضلية الميدان والجمهور، رغم أن مأمورية "الخضر" لن تكون سهلة أمام المنافس الكامروني الذي يعد الشبح الأسود للمنتخب الجزائري، حيث تغلب عليه في المواجهات الرسمية الخمس التي جمعتهما لحد الآن . وعليه، يرغب الناخب الوطني ، الصربي ميلوفان راييفاتس دخول تاريخ الكرة الجزائرية، مثلما صرح في ندوته الصحفية السابقة، بالبحث عن أول انتصار جزائري على منتخب "الأسود الجموحة" في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، ومنه تعزيز حظوظ "الخضر" في التأهل إلى العرس الكروي العالمي للمرة الثالثة على التوالي والخامسة في تاريخ الكرة الجزائرية . ويبدو على الأوراق أن الكفة تميل لصالح المنتخب الجزائري في موقعة " البليدة"، حيث يتواجد "الخضر" في أوج قوتهم بعد تأهلهم المبكر لنهائيات كأس أمم إفريقيا بالغابون واكتساب اللاعبين الخبرة والنضج الكبيرين، في الوقت الذي دخل فيه المنتخب الكامروني في "ورشة" البحث عن دماء جديدة وهيكلة المنتخب بقيادة المدرب البلجيكي هيغو بروس . وتعتبر مواجهة الكامرون بمثابة أول اختبار حقيقي بالنسبة للتقني الصربي ميلوفان راييفاتس على رأس العارضة الفنية ل "الخضر" بعد المباراة "الشكلية" التي فاز فيها رفقاء محرز بسداسية نظيفة على منتخب ليزوتو في الجولة الأخيرة من تصفيات "كان 2017" التي ستجري بالغابون . ويدرك قائد سفينة "الخضر" صعوبة المأمورية وأهمية نقاط الجولة الأولى، الأمر الذي جعله يصف مواجهة الكامرون بالمصيرية. وسيكون خط الهجوم أحد الأوراق الرابحة التي سيراهن عليها راييفاتس من أجل ترويض "الأسود الجموحة"، وإنهاء المباراة لصالحه، في ظل "الفورمة" العالية التي يتمتع بها هدّاف المنتخب، إسلام سليماني، وزميله في نادي ليستر سيتي الانجليزي رياض محرز، وكذا العربي هلال سوداني ورشيد غزال . ويتواجد أيضا لاعبو خط وسط المنتخب الوطني في أفضل لياقة، في ظل استعادة رياض بودبوز كامل إمكانياته مع ناديه مونبوليي الفرنسي، مثلما هو الحال بالنسبة لزميله سفير تايدر . الدفاع الحلقة الضعيفة ويبقى خط الدفاع الحلقة الضعيفة في المنتخب منذ مدة طويلة حيث وجهت له انتقادات عديدة بسبب الهفوات التي يرتكبها في جميع اللقاءات وحتى أمام منافسين (متواضعين) . ومع غياب المدافع عيسى ماندي عن محور دفاع "الخضر" بسبب العقوبة، ستزيد المأمورية صعوبة أمام هجوم الكامرون الذي يقوده صاحب الخبرة أبوبكر فانسون. ويبحث مدرب "الخضر" عن حلول جديدة في القاطرة الخلفية، حيث استنجد بالثنائي كادامورو وخير الدين خوالد . وعلى ضوء التحضيرات التي أجراها "الخضر" في معسكره بسيدي موسى، فإن كل المؤشرات توحي باعتماد راييفاتس على الثنائي كادامورو ومجاني في المحور، وما يزيد في متاعب الدفاع هو معاناة الظهير الأيمن مهدي زفان من نقص المنافسة مع ناديه رين الفرنسي . وأجمع لاعبو "الخضر" في تصريحاتهم بالمنطقة المختلطة في معسكرهم بمركز سيدي موسى أن مهمتهم ستكون جد صعبة أمام الكامرون، وبأن اللقاء سيلعب على جزيئات صغيرة، حيث شرّحوا طريقة لعب المنافس مع المدرب راييفاتس من أجل تحضير الوصفة الناجحة التي تُمكنهم من كسب أول انتصار على "الأسود الجموحة" . وقال الناخب الوطني راييفاتس، من جهته، أن ما يهمه في لقاء اليوم هو النقاط الثلاث، مفضلا عدم الانشغال بفارق الأهداف رغم أهميته في مثل هذه التصفيات، على اعتبار أن منتخبا واحدا فقط عن كل مجموعة سيتأهل إلى مونديال روسيا 2018. ورغم ذلك، يبقى أحسن سيناريو يتمناه الجزائريون هذا المساء، هو الفوز وحصد النقاط الثلاث قبل التنقل لمواجهة نيجيريا يوم 12 نوفمبر القادم، حيث تكون المأمورية أكثر صعوبة مثلما اعترف به راييفاتس نفسه. الجدير بالذكر أن اللقاء سيديره الحكم الجنوب إفريقي دانييل بنييت بمساعدة زاكيل سويلا و تامبيسيل ويندفويل .