حلم المونديال ينطلق من تشاكر

يستعد المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم، سهرة اليوم، انطلاقا من الساعة الثامنة والنصف ليلا بملعب مصطفى تشاكر، لخوض أول امتحان قوي، حينما يستضيف نظيره الكاميروني، برسم الجولة الأولى من المجموعة الثانية للتصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018، حيث ستكون كل الآمال معقودة على التقني الصربي ميلوفان رايفاتس من أجل تحقيق فوز ثمين على "الأسود غير المروضة" الذي يُشكلون "الشبح الأسود"، ليكون بمثابة انطلاقة قوية ل"الخضر" في طريقهم لبلوغ المونديال للمرة الثالثة على التوالي.
هذا ويدرك الجميع أنّ المهمة في لقاء اليوم، لن تكون سهلة على الإطلاق بالنسبة لزملاء رياض محرز خاصة في ظل قوة المنافس الذي سيعمل على خلق صعوبات كبيرة ل"محاربي الصحراء"، مستغلا الضعف الدفاعي الذي تعاني منه التشكيلة الوطنية بسبب غياب عيسى ماندي وهشام بلقروي للإصابة، غير أنّ ذلك لن يثني من عزيمة "الخضر" على اعتبار أن الفوز في المواجهة الافتتاحية أكثر من ضروري من أجل رفع المعنويات وكسب الثقة قبيل المواجهة الثانية أمام المنتخب النيجري شهر نوفمبر المقبل.

أول امتحان حقيقي لرايفاتس لفك عقدة "الشبح الأسود" للجزائر

مثلما كان منتظرا، فإن الطاقم الفني بقيادة رايفاتس، سيكون اليوم أمام أول امتحان حقيقي له، بحيث سبق له أن قاد "الخضر" أمام لوزوتو في الجولة الأخيرة من تصفيات كأس أمم إفريقيا بالغابون وفاز عليه بسباعية كاملة، في مباراة شكلية بما أن المنتخب ضمن تواجده في "الكان" مسبقا، ما يعني أن لقاء اليوم مهم جدا بالنسبة للصربي الباحث عن انتصار ثمين يعزز به بدايته المثالية مع "حاربي الصحراء"، حيث سيكون الضغط كبيرا على رايفاتس الذي يُدرك أن الخطأ ممنوع في مثل هذا النوع من المباريات القوية، وقد يُصبح المدرب بطلا لو ينجح في فك عقدة الكاميرون التي لا تزال تلازم الجزائريين في المباريات الرسمية.

هذه هي التشكيلة المحتملة ل"الخضر"....

من جهته، وجد الناخب الوطني صعوبة كبيرة في تحديد التشكيلة الأساسية التي سيزج بها اليوم أمام المنتخب الكاميروني بسبب لعنة الإصابات التي أخلطت حساباته وجعلته يسارع لإيجاد بديلين لبلقروي وماندي اللذين غابا عن تربص "الخضر" للإصابة، ومن المحتمل أن يشرك مجاني و كادامورو في محور الدفاع للحيلولة دون وصول "الأسود" إلى شباك رايس وهاب مبولحي.
كما أن خط الوسط هو الآخر يشكل صداعا كبيرا بالنسبة ل"الصربي" في ظل غياب نبيل بن طالب بسبب العقوبة، حيث يفاضل بين مسلوب وعبيد لشغل منصبه، هذا بالإضافة إلى عدم جاهزية ياسين براهيمي الذي عانى كثيرا مع ناديه بورتو منذ بداية الموسم، ومستوى فيغولي المتراجع وهو الذي غاب في اللقاءات الأولى لنادي ويستهام بداعي الإصابة أيضا، وهو ما يدع لميلوفان خيارا وحيدا وهو الاعتماد على رياض بودبوز إلى جانب محرز وسوداني، فيما سيكون سليماني رأس الحربة على أمل العودة إلى التسجيل من جديد بعدما فشل في ذلك أمام لوزوتو.

بروس يعتمد على الحرب النفسية... والكاميرون دون الثنائي كلينتون نجي وجاك زوما

في الجهة المقابلة، يسعى هوغو بروس مدرب المنتخب الكاميروني إلى ممارسة أسلوب الحرب النفسية على الجزائريين بتسريب الغرور إلى أنفسهم، على أنهم المرشحون للفوز على منتخب بلاده، مخفيا بذلك أوراقه الرابحة وخططه التكتيكية التي يُعول عليها أمام "الخضر"، خصوصا أن البلجيكي بروس يعرف البيت الجزائري جيدا وسبق له الإشراف على بعض النوادي المحلية مثل شبيبة القبائل، حيث يأمل الناخب الكاميروني في مفاجأة الجزائريين، رغم غياب أبرز الركائز الأساسية في صورة الثنائي كلينتون نجي وجاك زوما، إلا أن الكاميرونيين عازمون على تحقيق نتيجة إيجابية من الجزائر.

الجنوب الإفريقي بينيت حكما للمباراة

من جانب آخر سيدير الحكم الجنوب إفريقي دانيال بينيت مباراة الجزائر والكاميرون المقررة أمسية اليوم بملعب تشاكر لحساب الجولة الأولى من تصفيات كأس العالم المقررة في سنة 2018 بروسيا. وينتظر أن يساعد المعني الثنائي زاخيلي سويلا وبيتر شواكي على أن يكون كوالا ساندي حكما رابعا. وقد سبق للحكم الجنوب إفريقي أن أدار أشهر مباراة للمنتخب الجزائري بملعب تشاكر في الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا والتي انتهت بفوز الجزائر بثلاثة أهداف لهدف واحد.