كثير من أفلام السينما الأمريكية «هوليوود»، تناولت مسألة تطور التكنولوجيا بصورة كبيرة للغاية لدرجة تمكن الإنسان معها من صناعة ربوتات تأخذ شكل البشر وتقوم بمهامه كنوع من المساعدة وتخفيف الحمل عليها، إلا أنها وضعت سيناريو أكثر سوداوية حين تطرق لمسألة تفوق الإنسان الآلى على البشر ونجاحه في السيطرة والقضاء عليهم. ومع التقدم فى تطوير وصناعة الروبوتات بدأت المخاوف من سيطرة هذه الروبوتات على عالم البشر واتخاذ أماكنهم فيما يتعلق بالأعمال الأمر الذى سيؤدى فى النهاية لمزيد من البطالة على أقل تقدير أو إلى فناء البشر كما وصفه البعض. فالروبوتات في سيارات غوغل الذكية أفضل من السائقين البشر. ولم تصبح المنازل الذكية واقعا معاشا فحسب، بل أمست جزءا من منظومة أكبر اسمها المدن الذكية. والإنترنت لم يعد وسيلة للتواصل بين البشر فقط، بل غدت وسيلة تواصل بين البشر والآلات، وبين الآلات فيما بينها. و حذر تقرير للأمم المتحدة من زيادة تحول الشركات على نحو متزايد للاعتماد على الروبوتات الصناعية، خوفا من زيادة البطالة والتسبب فى التأثير على العمالة فى البلدان النامية، فلقد تم إدخال الروبوتات إلى حد كبير بمجال السيارات والكهرباء، والصناعات الإلكترونية، مما يشكل خطرا على العمال ذوى الأجور المنخفضة خاصة في آسيا. قلق العلماء أشار علماء أن قدرات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2022 ستعادل 10% من قدرات الإنسان العقلية، وبحلول عام 2040 ستعادل 50%، أما في العام 2075 فستصل إلى 90% منها. و حذر عالم الفيزياء الشهير "ستيفن هوكينج" من ثورة التكنولوجيا فى مجال الذكاء الصناعى والروبوتات التى يشهدها العالم منذ سنوات، حيث قال إن الروبوتات يمكن أن تتطور لدرجة أنها ستصبح "أسلحة قوية مستقلة" أو طريقة جديدة ل "قمع الكثيرين. أما بيل غيتس فقال: أ نا من الذين يعتريهم القلق من آفاق تطور العقل الاصطناعى، فقد تقوم الروبوتات ومنتجات العقل الاصطناعى أولا بأداء بعض المهام بدلا منا، مع شرط ألا تمتلك عقلا اصطناعيا من طراز "سوبر"، وهذا جيد إذا أجدنا التحكم فيها، لكن بعد مرور بضعة عقود سيتطور العقل الاصطناعى إلى درجة ستثير قلقا بيننا". الحل لتجنب الخطر المحتمل نشرت مؤسسة كاليفورنيا ريبورت الإعلامية مقابلة مع البروفيسور ستيوارت رسل، المختص بعلوم الكمبيوتر، حيث قال فيها إن "الفلسفة الأخلاقية ستشكل قطاعا صناعيا مهما في المستقبل القريب". وأضاف: "أصبحت الروبوتات اليوم تقوم بمهام معقدة لم نكن لنتخيل أن يقوم بها أحد غيرنا نحن البشر، الأمر الذي بات يقتضي منا التفكير جديا في ترجمة قيمنا وأخلاقنا إلى لغة ذكاء اصطناعي نستطيع تلقينها لتلك الآلات الذكية". من جهته، أوضح البروفيسور بيتر مكوان، الخبير في علوم الكمبيوتر بجامعة كوين ماري في لندن، بأن بعض الروبوتات المتحركة قد تم فعلا برمجتها بحيث تبقى على مسافة آمنة من البشر دائما. التحدي الأكبر في مجال برمجة القيم والأخلاق يتمثل في تحديدها والاتفاق عليها، ومن ثم إنشاء مجموعة من القواعد تستند إليها الروبوتات، مع هذا التحدي، قد نجد أنه ربما يجب الارتقاء بمستوى أخلاق وقيم الإنسانية عند البشر أولا!.