أكد الرئيس السوري بشار الأسد انه "مستعد" للتفاوض حول كل الامور خلال مباحثات السلام المقررة في عاصمة كازاخستان (أستانا). و في حديث لوسائل الإعلام الفرنسية نشرت مقاطع واسعة منه اليوم الاثنين أكد الرئيس السوري أن حكومته مستعدة للتفاوض حول "كل الامور" خلال المباحثات المقررة في عاصمة كازاخستان (أستانا) مع المعارضة و التي لم يحدد تاريخها . و قد اتفقت كل من روسيا و إيران و تركيا و سوريا على تنظيم مفاوضات حول الأزمة السورية خلال شهر يناير بأستانا قصد إيجاد حل للنزاع الذي ادى الى مقتل أزيد من 300.000 شخص و تشريد نحو 11 مليون اخرين. و أكد الرئيس السوري في هذا الصدد انه "مستعد للتفاوض" مع جميع فصائل المعارضة المسلحة باستثناء التنظيم الإرهابي الذي يدعى "الدولة الإسلامية" (داعش) و "فتح الشام" الفرع السوري لتنظيم القاعدة. وكان الجيش السوري قد أعلن رسميا يوم 22 ديسمبر الفارط تحرير نصف مدينة حلب بعد هجوم عسكري واسع النطاق بدأه في منتصف نوفمبر الماضي بدعم جوي روسي على كامل المناطق الشرقية التي كان يسيطر عليها المسلحون منذ 2012. و أفضى الهجوم إلى إجلاء اضطراري لعشرات الآلاف من المدنيين و المسلحين نحو مناطق مجاورة بشمال البلاد بموجب اتفاق تم التوصل إليه برعاية تركيا و روسيا. و في هذا السياق أوضح الأسد أن الهدنة التي تم التوصل اليها برعاية تركيا و روسيا وايران تعرف خروقات و أن الجيش السوري يقوم بدوره باستعادة السيطرة على وادي بردى بالشمال الغربي لدمشق حيث يأتي الجزء الكبير من المياه الصالحة للشرب بالعاصمة. و قد أعرب عن عزمه على تحرير كل "شبر من التراب" السوري مؤكدا انه يحظى ب"التاييد الشعبي" لتحقيق هذه الأهداف مضيفا ان الحكومة السورية " في طريقها الى النصر". و بخصوص "جرائم الحرب" التي يتهم بارتكابها فقد فندها الرئيس السوري تفنيدا قاطعا واصفا إياها ب"الأمر غير المعقول" قائلا "لا يمكنك ان تحظى بتأييد الشعب اذا قتلت مواطنيك". و على صعيد أخر اتهم الرئيس السوري فرنسا بانتهاج "سياسة النعامة" مؤكدا أنها اليوم ليست أكثر أمانا من قبل. للتذكير أغلقت فرنسا سفارتها في دمشق سنة 2012 اي سنة بعد اندلاع النزاع. و قد ابدى الرئيس بشار الأسد تأييده لنظرة المترشح الفرنسي فرانسوا فيون الذي يرى انه من "الضروري" التفاوض مع الرئيس السوري الحالي الذي يرى فيه درعا ضد الإرهاب". تبدى فرنسا اهتماما بالغا بشان النزاع السوري خاصة منذ مجيء الرئيس فرانسوا هولاند سنة 2012 مع التاكيد على ضرورة رحيل الرئيس السوري و حكومته. و قد تم تنظيم اجتماعات عديدة بباريس من طرف وزارة الشؤون الخارجية السورية مع المعارضة السورية.