أعلنت روسيا، أمس الجمعة، البدء بتقليص قواتها العسكرية المتواجدة في سوريا، وفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الحكومة السورية والمعارضة. ونقلت وكالة ”إنترفاكس” للأنباء تصريحات رئيس الأركان العامة في الجيش الروسي فاليري غيراسيموف، أدلى بها بها يوم الجمعة، ”إن وزارة الدفاع الروسية بدأت تقليص قواتها في سوريا مستهلة ذلك بسحب مجموعة السفن المذكورة”. وأضاف غيراسيموف أن تقليص القوات الروسية العاملة في سوريا يأتي تنفيذا لأوامر صدرت عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، القائد العام الأعلى للقوات المسلحة. وذكر بأن حاملة ”الأميرال كوزنيتسوف” التي تعمل في البحر المتوسط قبالة الساحل السوري، ستكون أول القطع العائدة من هناك، إلى جانب طراد ”بطرس الأكبر” ومجموعة السفن المرافقة لهما. وكان بوتين قد أعلن في ديسمبر الماضي موافقة بلاده على خفض انتشارها العسكري في سوريا حسب بنود اتفاق وقف إطلاق النار. وكان اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ اعتبارًا من 30 ديسمبر الماضي في سوريا، بعد موافقة الحكومة السورية والمعارضة، على اقتراحات روسية - تركية. وفي حال نجاح وقف إطلاق النار، ستنطلق مفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة في ”أستانة” عاصمة كازاخستان، برعاية أممية - تركية - روسية، قبل انقضاء يناير الحالي. وفي السياق أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، خلال لقاء اليوم (الخميس) مع وفد من كازاخستان، أن دمشق تسعى لإنجاح المفاوضات المرتقبة في العاصمة الكازاخية أستانا، مضيفا بأن هذه المفاوضات يجب أن تتم دون أي تدخل خارجي. ونقلت وكالة ”سانا” الرسمية عن المقداد قوله في تصريحات عقب لقاء مع وفد من كازاخستان ضم السفير عظمات بيرديباي وقنصل جمهورية كازاخستان لدى سوريا، إن ”سوريا وافقت على حضور هذه المباحثات التي يجب أن تتم دون أي تدخل خارجي، وهي جادة في إيصالها إلى النتيجة المتوخاة المتمثلة بإنهاء الإرهاب وآلة القتل المدعومة من قبل تركيا وبعض دول أوروبا الغربية فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وإدارتها الحالية”. وتابع قائلا ”إننا مهتمون بإنجاح هذه المباحثات، ونأمل أن نتوصل إلى النتائج المتوقعة”. وأضاف المسؤول السوري أنه ”يبقى حاليا على سوريا إعداد وفدها المشارك ونفسها من أجل هذا العمل السياسي، ونأمل من النظام التركي أن يفي بتعهداته التي قطعها على نفسه كضامن للتنظيمات المسلحة للمشاركة في هذه المباحثات بنوايا جيدة تقود في نهاية المطاف إلى إنهاء الإرهاب والتدخل الغربي في شؤون سوريا الداخلية”. وكانت روسياوتركيا قد أعلنتا، الأسبوع الماضي، وقف إطلاق النار، هو الثالث من نوعه هذا العام، وذلك في محاولة لإنهاء الصراع المستمر في سوريا منذ قرابة ستة أعوام. وفي حال نجاح الخطة ستشكل أساسا لمفاوضات سياسية بين الحكومة السورية والمعارضة التي تريد موسكو وأنقرة تنظيمها في آستانة في كازاخستان.