أسدل الستار أمس عن النسخة ال 31 لكأس امم إفريقيا التي إحتضنتها الغابون على مدار قرابة شهر كامل ، وهي المنافسة التي شهدت تألق بعض المنتخبات الافريقية على غرار منشطي النهائي الكاميرون و مصر ، وتراجع البعض الاخر ، في صورة المنتخب الجزائري و خاصة المنتخب الايفواري حامل لقب الدورة الفارطة التي أقيمت بغينيا الاستوائية. اجمع المحللون ، ممن إلتقت بهم " الخبر" في فندق راديسون (مقر الكاف بالعاصمة الغابونية ليبروفيل ) ، قبل النهائي الذي نشطه المنتخب المصري و نظيره الكاميروني بملعب الصداقة سهرة أمس ، على أن هذه الدورة عرفت عودة بعض المنتخبات إلى الواجهة ، على غرار المنتخب المصري ، الغائب عن الدورات السابقة و المنتخب الكاميروني الذي أعاد الروح لمناصريه ، بفضل مدرب بلجيكي هوغو بروس تمكن من فرض الاحترام وترويض " الاسود ".
النقطة الاخرى التي إتفق عليها المحللون ، هو أن المنتخبات التي إعتمدت على الورقة الدفاعية ، هي التي خرجت سالمة من هذه الدورة ، وتمكنت من الذهاب بعيدا في نسخة الغابون ، كما هو الحال بالنسبة للمنتخب الكاميروني الذي قال بشأنه اللاعب الدولي السينغالي السابق خاليلو فاديغا أنه ذكره بالمنتخب الايطالي ، مستطردا " المنتخب الكاميروني لم يقدم مستوى كبير من الناحية الهجومية ، لكنه وصل إلى النهائي بعد أن أزاح من طريقه منتخبات كبيرة كانت مرشحة بقوة لقول كلمتها كالمنتخب السينغالي و الغاني " .
وأوضح فاديغا في تصريحه ل"الخبر" أن المدرب هوغو بروس إعتمد على خطة دفاعية محضة تتمثل في تحصين القاطرة الخلفية و الانطلاق في الهجمات المعاكسة بسرعة ، دون ترك المجال للمنافس للعودة إلى منطقته ، "وهي نقطة قوة المنتخب الكاميروني وأيضا المصري الذي لم يقدم الشيء الكثير مثلا امام بوركينافاسو ، لكنه في النهاية فاز بضربات الترجيح ."
اللاعب الدولي السابق لمارسيليا الفرنسي و أنتير ميلان الايطالي أضاف " الاستثناء الوحيد كان المنتخب البوركينابي و الغاني اللذين إعتمدا على خطة هجومية مكنتهما من الوصول إلى الدور نصف النهائي ن غير انهما أقصيا أمام منتخبين لا يفتحان اللعب كثيرا و يعتمدان على سرعة التحول من المرحلة الدفاعية إلى المرحلة الهجومية و العكس صحيح ."
وذهب السينغالي الحاج ديوف محلل قنوات كنال بلوس إفريقيا ، في نفس الاتجاه ، حينما قال " دورة الغابون إبتسمت للمنتخبات الدفاعية وليست التي تفتح اللعب ، وهو ما بدا جليا في الدور نصف النهائي ، حينما ازاح المنتخب المصري ، خيول بوركينافاسو بطريقة حزت في نفسي كثيرا لأن تشكيلة المدرب البرتغالي باولو دوارتي كانت تستحق ورقة العبور إلى النهائي ، شانها شأن المنتخب الغاني الذي إصطدم بدفاع كاميروني متين لم يلعب طيلة اطوار المقابلة ، غير أنه خطف الفوز بثنائية ."
وعرج الحاج ديوف لاعب ليفروبول الانجليزي ، إلى ما حدث لمنتخب بلاده ، حينما قال " المنتخب السينغالي يملك لاعبين ممتازين في الهجوم ، وأليو سيسي إعتمد على الورقة الهجومية ، وهو ما كلفه غاليا أمام المنتخب الكاميروني ، دون الانقاص من دور الحارس اوندوا "
الاسطورة الكاميرونية روجي ميلا ، هو الاخر ، بدا غير مقتنعا بالمستوى التي عرفته دورة الغابون ، قائلا " التكيتيك ، حرم الجمهور الكروي الافريقي في الادوار المتقدمة من مشاهدة الفرجة ، فجل المباريات إنتهت بنتائج صغيرة و ذهب بعضها إلى ضربات الترجيح ، لتحديد المتأهل ، وهو ما يعني أن اللعب كان مغلقا و أن الورقة الدفاعية ، هي التي السيمة الرئيسية في المقابلات."
اللاعب الدولي الكاميروني السابق مبوما ، ذهب إلى أبعد من ذلك ، جينما قال " المدافعون تغلبوا على المهاجمين ، بفضل الانتشار الجيد في المنطقة ."
وما يعزز طرح هؤلاء ، هو بروز الحراس في هذه الدورة ، كما هو الحال بالنسبة لعصام الحضري من المنتخب المصري و فابريس أندوا من المنتخب الكاميروني .