لم يستخلص فريق اتحاد العاصمة ومسيروه شيئا من "درس" النجم السابق للفريق، يوسف بلايلي، ولم يعتبر لاعبو "سوسطارة" تماما مما حدث لابن الباهية. فبطل الموسم الماضي تحول إلى شبه كباريه و"ملهى" متنقل، نظير سلوك عديد لاعبيه الخارج عن قواعد التربية والأخلاق والرياضة، بعد أن أدمن هؤلاء "الرياضيون" استهلاك الممنوعات مع تحول يوميات الفريق العاصمي إلى اشتباكات ومشاجرات دورية ومجال لتصفية الحسابات، وهو ما انعكس بشكل كبير على نتائج الفريق ومردوده هذا الموسم. كشف مصدر عليم ل"الخبر" أن "تهور" لاعبي اتحاد العاصمة بلغ مداه خلال الفترة الماضية، خاصة خلال التربص الذي أجراه النادي مؤخرا في تونس (3- 16 جانفي الماضي)، حيث عاش الفريق على وقع فضائح بالجملة، كان الرئيس ربوح حداد شاهدا عليها، حين اكتشف بالصدفة سلوكا مشبوها لأحد لاعبيه المغتربين بمقر إقامة الاتحاد بفندق القنطاوي بسوسة، ودفعه لطلب تفتيش صارم لغرفة الأخير، وكتشف حيازته مواد ممنوعة وخمورا، ليطلب حداد من المدرب المساعد محمد حمدود تمديد حملة "التفتيش" لباقي غرف اللاعبين، مع إخضاعهم لاختبار كشف استهلاك الخمور، لتكون المفاجأة "صاعقة" ومدوية، حيث تبين انتشار استهلاك الممنوعات ومنها الكحول و"الشيشة" لدى العديد من لاعبيه، خاصة المغتربين منهم، بالمقابل رفض أحد اللاعبين "المحليين" تفتيش غرفته والخضوع لكشف استهلاك الخمور، ليدخل في اشتباك بالأيدي مع محمد حمدود. وعلى ضوء الفوضى التي حدثت، قرر حداد طرد اللاعبين المتورطين من الفندق (اكتفى لاحقا بتغريمهم ماليا وهي عقوبة رفضها بودربال الذي غادر الفريق)، عقب اجتماع "ساخن" شهد اشتباكا بين أحد اللاعبين "المحليين" وبقية زملائه المغتربين، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين، في واحدة من "الاشتباكات" التي صارت تميز يوميات الاتحاد في الفترة الأخيرة، كما كان عليه الحال مع اشتباك الحارس زماموش وزميله في الدفاع مختار بن موسى في ذات التربص. وتوجه أصابع الاتهام في كل "المهازل" التي عرفها بيت الاتحاد إلى المحضر البدني السابق بوجمعة محمدي، الذي تحول بقدرة قادر إلى مناجير عام للفريق، بسبب ما وصفه ذات المصدر "التغطية" على تجاوزات اللاعبين، خاصة أولئك الذين كان وراء التحاقهم بالفريق، مقابل الاستفادة من امتيازات مادية للمعني، وهي ذات الامتيازات التي كانت وراء فرضهم كأساسيين على كل المدربين الذين تعاقبوا خلال الثلاث سنوات الماضية، ووراء الاستقالة المبكرة أيضا للمدرب عادل عمروش، ووراء أيضا ابتعاد اللاعب عابل عن المنافسة، وهذا قبل أن يتفطن حداد أخيرا إلى ألاعيب محمدي ويقرر التضحية به مؤخرا. وبات نائب بطل إفريقيا 2015 بحاجة لتحرك عاجل من الإدارة والقيام بخطوات صارمة لمواجهة "طيش" اللاعبين لتفادي انفجار الوضع أكثر، مع اقتراب موعد الرهان الأخير للنادي هذا الموسم مع مسابقة رابطة أبطال إفريقيا، وامتصاص غضب الأنصار المتصاعد بعد الخروج المبكر من مسابقة كأس الجزائر، وابتعاده عن رهان لقب البطولة، والذي تجسد في المناوشات التي حدثت بينهم وبين عناصر التشكيلة بمطار محمد بوضياف الدولي عقب خسارة الفريق الأخيرة أمام شباب قسنطينة. قبل هذا، بات على إدارة حداد أيضا حسم مصير المدرب الحالي بول بوت الذي فقد احترام لاعبيه، بدليل تصرف المهاجم مزيان في مباراة شباب قسنطينة (احتج بقوة على تغييره ورفض مصافحته). المدرب البلجيكي يكون قد أدرك عجزه عن قيادة سفينة الاتحاد، بدليل تقدمه بطلب رسمي للاتحادية الرواندية لكرة القدم من أجل الإشراف على منتخبها الوطني.