صنع فيلم"تحقيق في الجنة" للمخرج مرزاق علواش، الحدث خلال مشاركته الأخيرة في مهرجان برلين، حيث عرفت قاعة سينما "سيني ستار" ببرلين، أين عرض الفيلم لأول مرة،تفاعل كبير بين جمهور القاعة و المخرج الذي واجه أمواج من الأسئلة لمدة أربعون دقيقة، و قد حمل النقاش الكثير من الفضول لدى جمهور "البرنالي"،كما تعكسه الأسئلة و الأجوبة في هذا الحوار الذي دار بين أسئلة الجمهور و المخرج علواش عقب عرض الفيلم، بحضور بطلة الفيلم الممثلة سليمة عبادة و مساعد المخرج أمين كباس و المنتجة بهية علواش و المخرج مرزاق علواش. و ينشره موقع "الخبر أون لاين"، النقاش كاملا و بالتفاصيل، لأهميته خصوصا وان الفيلم الجزائري هو الوحيد الذي شارك مهرجان برلين،ضمن فئة "بانورما" الأفلام الوثائقية، و تدور أحداث الفيلم حول صحيفة جزائرية تدعى نجمة،تجسد دورها الممثلة" سليمة عبادة"، تحاول إجراء تحقيق حول مفهوم الجنة و الحوريات ال72 ،و كيف يتحول الفهم الخطأ لدى للشباب للدين إلى مادة لدى التنظيمات المتطرفة التي تستغلهم في أعمال انتحارية و تجندهم في التنظيمات الإرهابية، هذا الفيلم الذي ينطلق من قاعة تحرير الخبر، استطع أن يفتك جائزة المسكونية بمهرجان برلين، وهي جائزة تمنحها لجنة تحكيم مستقلة في مهرجان برلين منذ عام 1992 لأفضل فيلم في المهرجان.
و قد جاءت أسئلة الجمهور على النحو التالي:
• فيلم كان جيد،لقد أحببته كثيرا،و جدت فيه جانب من الرواية وجانب كبير من التوثيق، أود أن أعرف هل حقا كل شخصيات الفيلم حقيقية،ألا يوجد جزء من الخيال ؟ إطلاقا كلهم حقيقيون لا يوجد جزء من الخيال، • شكرا على الفيلم،وجدته شجاع و هام من ناحية الموضوع، لقد اخترت طريقة سهلة تجعلنا نكتشف الواقع ،عندما صورت الفيلم هل تلقيت تهديدات أثناء تصوير الفيلم، لماذا لم تنجحوا في الوصول إلى إجراء حوار مع نساء محجبات في فضاء مغلق، و هل تعتقد أن الدول العربية تغييرت بعد الربيع العربي؟ عندما بدأت تصوير الفيلم لم أفكر في المخاطر ، التصوير كان في ظروف جيدة و لم نتعرض إلى أي مشاكل، لم نلح على كل من رفض التصريح أو الحديث إلى كاميرا الفيلم ، لم نلح عليه كثيرا ،لقد تركنا لكل واحد حريته في التعبير المطلق عن أفكاره و أرائه تجاه الموضوع، لكن يمكنني القول أن هناك دائما مشكلة في تعامل الناس مع الصورة، في الجزائر هذه هي المشكلة الحقيقية، هناك الرقابة الذاتية و الناس لا تقبل بسهولة الحديث أمام الكاميرا، و أنا احترم كل واحد يرفض الحديث أمام الكاميرا ، الناس تعرف أعمالي جيدا، و ربما لديهم تخوف، لقد سألنها الناس الذين يريدون فعلا الحديث. بالنسبة لمصر و الدول العربية لا أملك الكثير من المعلومات عن الوضع في مصر، و لا أملك أي معلومات ماذا كانت النساء في مصر يعانون أم لا. • شكرا على الفيلم، ماذا تعني تلك المدينة تيمون في الفيلم،لماذا سافرت الصحفية إلى هذه المدينة بالذات و لماذا خافت والدتها و اردات منعها ؟ أردنا إدراج مشاهد من الجنوب الجزائري، في الصحراء، و ذلك كجزء من الجانب الروائي في الفيلم، الجزائر في الشمال على الواجهة البحرية عانت كثيرا من الإرهاب، وسكان الشمال يحملون ذكريات سيئة عن فترة التسعينيات، و هذه السيدة والدة الصحفية لديها ذكريات سيئة عن فترة الإرهاب،و خافت على إبنتها من أن تسافر مسافة أزيد من ألف كلم بالسيارة، لا يوجد مشكلة مع المدينة، لقد إخترت مدينة تيميمون للتصوير لرمزيتها ،حيث أن هناك إحتفلات دينية خلال "المولود" و قد تزامن تصورينا للفيلم في هذه المدينة مع المولد و هو الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر الذي يتزامن مع الكريسمس. • متدخلة :" أه محمد ولد في نفس فترة المسيح ،، هذا مثير للاهتمام". • شكرا على الفيلم ، لكن اتسائل لماذا لم تتمكن الصحفية نجمة من إجراء حوارات مع الناس في سوق تيميمون ، هل يعني ذلك أن أردت أن تقدم المستويات الاجتماعية في الجزائر، شخصيا أجد الفيلم أقرب إلى موضوع التنوع الثقافي في الجزائر منه إلى موضوع الجنة فقط؟
عندما صورنا الفيلم ،فكرت في أن يكون محور الموضوع هو الجنة، و لكن أردت أيضا التطرق إلى الأشياء التي تعرفها الجزائر، عن بلد أعرفه، عن الأمور التي يعيشها الجزائري، هناك التفاوت في المستوى الثقافي و المادي ، هناك مشاكل الفقر و ، هناك الفساد و هناك الكثير من الأشياء التي أعرفها، الصحفية من مستوى المعيشى المتوسط، و ستلتقي مع أناس متنوعين، نحن في عملية التوثيق و جمع شهادات النساء من تيموين واجهنا صعوبات، لأن النساء رفضوا الحديث عن الكاميرا، اعتقد أن علاقة المواطن الجزائري مع الكاميرا معقدة، ففي السنوات الأخيرة هناك ظاهرة في الإعلامي الجزائري ، حيث تتجه كاميرات القنوات الخاصة للحديث مع الناس في الشارع،و اخذ أرائهم في مواضيع مختلفة، و ربما اعتقد البعض في تيموون أننا نعمل مع هذه القنوات ، هناك حالة من الرفض للتصريح أمام الكاميرا، النساء في الأسواق لاحظوا أن الصحفية لا تحمل كاميرا ولكنها لاحظوا أن هناك مصور يصورها و هم يرفضون الظهور أمام الكاميرا و ليس الحديث للصحفية،نفس الشئ بالنسبة للتلاميذ في المدرسة الذين رفضوا الحديث أمام الكاميرا، أردت الحفاظ على هذا الجزء في الفيلم لأنه يعكس مستويات المجتمع في الجزائر. • أنا متفاجئ،كيف أن السعودية و نظامها الوهابي ،يملك كل هذه القوة، ألا يوجد أي ردة فعل لردعهم في العالم العربي ، هم يدعمون بأموالهم عشرات القنوات من أجل نشر التطرف؟ في العالم العربي، للمرة الثانية لا أعلم ماذا يحدث في العالم العربي ، و لكن دعني أعود إلى ما قاله الروائي كمال داود في الفيلم، فهو يعمل في الصحافة و عمل كثيرا على مستوى هذا الموضوع، هو يقول أن هناك عشرات القنوات تدعم التطرف،لا يوجد قنوات "علمانية" في العالم العربي، بشكل عام الخطاب الديني مرتبط بالقنوات العربية و هذا واضح جدا و موجود بقوة. • لماذا لم تتمكنوا من إجراء حوار مع حمداش و الشيخ شمس الدين ؟ في الحقيقة اتصلنا بهما ، عن طريق صحفي مشارك في الفيلم، و لكن للأسف رفضا التصريح المشاركة في الفيلم، فحمداش و هو يمارس السياسية أيضا قال :"لا يوجد أي نقاش عن الجنة ، هي بالنسبة له خط أحمر"، أما الشيخ شمس الدين فقد أراد تغيير عنوان الفيلم من "تحقيق في الجنة" إلى "تحقيق في جهنم".
• أحببت كثيرا الفيلم، لقد قدمت الجزائر بشكل مختلف عكس ما كنا نتصور،أن هناك الكثير من التطرف، لقد قدمت وجهة نظر المثقفين الذي أكدوا أن هناك انفتاح في العقلية لدى الجزائريين،سؤالي ماذا كانت ردة فعل الجمهور في الجزائر لو شاهدوا الفيلم ، كما أنني ألاحظ أن هناك تسلسل في الأفكار التي يقدمها المتدخلون بشكل مثير للانتباه؟ الفيلم لم يعرض في الجزائر ، حاليا نقوم بعرضه في المهرجانات ، انتظر عرضه في الجزائر من أجل النقاش ، مهمتي كمخرج هو إنجاز أفلام على أن تعرض للجمهور في بلادنا، لم أكن منشغلا خلال تصوير الفيلم في الكيفية التي أمنح بها الكلمة للأشخاص ليتحدثوا ،بل كنت منشغلا أكثر بالاستماع إلى ما يقولون أكثر من انشغالي بالعلاقة التي قد تجمع المحاورين، لم أركز على تصادم أو تلاقي الآراء ، بالنسبة لي حاولت أن اكون محايد، أنا لست عالم اجتماع و لكن حاولت أن أقدم جزائر أكثر واقعية،بأفكار متنوعة و إذا توافق الأمر و قدم صراع في الأفكار، فمرحبا بعد، أنا مع النقاش و الحوار دائما ما دامت الصراع على مستوى الأفكار فقط. • عرضت مشاهد لأعضاء من داعش يعاقبون بالجلد بعد الأفراد في الرقة لأنهم لم يؤدوا صلاة الجمعة، هل هذا يحدث في الجزائر؟ أنا لست في مجال لأمنع هذا الفيديو على الأنترنات،لقد عرضته في جانب الرواية في الفيلم، في إطار إبراز عمل الصحفية و هي تقوم بتحميل الفيديوهات، لم أرد أكثر من ذلك. • شكرا على الفيلم، لاحظت أن هناك تنوع في اللغة في الجزائر، هناك يتحدث باللغة العربية و أخرجين يتحدثون الفرنسية؟ اللغة الفرنسية هي جزء من الجزائر، اللغة الفرنسية و العربية مستخدمتان بشكل واسع في الجزائر ، هناك أشخاص يحبون التعبير بالفرنسية و هناك من يريد التعبير بالعربية، الاختيار كان واسع بالنسبة، تواصلنا مع روائيين يتحدثون العربية و لكنهم رفضوا،فالمهم بالنسبة لي هو أن الصحفية نجمة كانت تطرح السؤال بالعربية،و لا يهمني إن كانت إجابات الأخرين بالفرنسية،لأنني لم أطرح سؤال اللغة في الفيلم.