تعرضت الصحافة الوطنية، خصوصا الصادرة باللغة العربية أمس، لتحامل مفضوح وغير مبرر من طرف المخرج مرزاق علواش، وهو ما دفع عناوين صحافية كثيرة لمقاطعة الندوة التي نشطها الأخير، والتي تحولت في نهايتها إلى ضرب واعتداء على المخرج علواش بقارورات مياه من طرف عناصر من الجمهور الذي لم تعجبه الكثير من اللقطات الإباحية التي تضمنها فيلم ''نورمال''. تحول النقاش حول الفيلم الجزائري ''نورمال'' الذي عرض بمهرجان وهران، إلى سب وشتم وإهانة لوسائل الإعلام الوطنية من طرف المخرج الجزائري المقيم بفرنسا مرزاق علواش، الذي استغل المهرجان لتمرير أطروحات منشئها من وراء البحار. وقال المخرج علواش في بداية النقاش، إن الفيلم المدعم من طرف فرنسا والذي أنتجته شركة ''ليبريس فيلم'' الفرنسية، أنه أراد أن ينقل معاناة شباب لم يحس بها يوما ولم يشاهدها، كونه ظل بفرنسا منذ 20 سنة، واكتفى فقط بما نقل إليه من مزدوجي الجنسية. ومثلما جاء في الفيلم، فقد حاول المخرج علواش أن ينال من الصحافة الوطنية، خلال النقاش حول الفيلم، متهما إياها بالتواطؤ مع السلطة، قبل أن يرفض الحديث مع صحافي طرح عليه سؤالا باللغة العربية، وهو ما آثار حفيظة الصحافيين الذين قرر أغلبهم مقاطعة المخرج. وفور انتهاء الندوة التي نشطها المخرج، تعرض الأخير لاعتداء بقارورات المياه من طرف عناصر من الجمهور الذي شاهد مقاطع من فيلمه، ''نورمال''، وهي المقاطع التي أثارت حفيظة العائلات ودفعتهم للخروج من قاعة العرض، بعد عرض لقطات إباحية من مشاهد ساخنة وقبلات. فيلم ''نورمال'' بدا واضحا من خلال قصته ومشاهده الساخنة والساخرة والساخطة على الجزائريين كمجتمع، أن صاحبه يعتنق فكر دعاة التغيير و''الربيع العربي''، كونه أراد توظيف أحداث الزيت والسكر في الفيلم والتطرق إلى معاناة الشباب الذي يريد الخروج للشارع للتعبير عن طموحاته، فراح المخرج يحاول تصوير هذا الوضع ومقارنته بالأموال التي تصرفها الدولة على المهرجانات ومن بينها المهرجان الإفريقي بالعاصمة، متناسيا في نفس الوقت أنه يعرض فيلمه بفضل مهرجان هو الآخر يصرف عليه من طرف مؤسسات الدولة. كما صور الفيلم، في بعض لقطاته الصحف الوطنية، بالمستهترة التي تتفادى نقل انشغالات الشباب، محاولا إهانة الصحف الصادرة بالعربية، حيث صور في أحد المشاهد ممثلا يضع قارورة خمر فوق جريدة بالعربية، رغم أن الطاولة كان عليها صحفا بالفرنسية أيضا.