يحب المخرج الجزائري المقيم بفرنسا، أن يضبط موقعه من السينما الجزائرية، فيقول إنه سينمائي واقعي لا يحب رفع الشعارات ولا إعلاء صوته للدفاع عن حزب معين أو حتى إسكات صوت من الأصوات المنتشرة في الواقع الجزائري· ويرى علواش أنه مواطن من أصول شعبية، فلا يجوز له أن يتنكر للحياة البسيطة التي جاء منها، كما يرفض أن يوسم بالمخرج المغترب، الذي لا يحق له نقد واقعه· يروّج علواش في حواره مع ''الجزائر نيوز'' لفكرة أساسية وهي موقفه الوسطي من الأحداث السياسية والاجتماعية في الجزائر، معتبرا أن السينما لا يجب أن تتحوّل إلى أداء سياسي، بقدر ما يجب أن تصبح آلة لسرد الحياة كما هي· وعن فيلمه المثير للجدل ''نورمال'' والمتوج، أخيرا، بالعاصمة القطرية، أكد أنه لا يحبذ تلميع صور البلاد، بينما الواقع يظهر عكس ذلك، معتبرا ما قيل عنه في الدوحة، هو انعكاس لمشكلة الجزائري مع صورته· فيما لا يعلم علواش إن كانت وزارة الثقافة سترضى بعرض فيلمه، الأفضل عربيا حسب ترابييكا .2011 بداية، بعد تتويج فيلمك الجديد ''نورمال'' كأفضل فيلم روائي عربي بمهرجان الدوحة السينمائي ترابييكا ,2011 هل يفكر علواش في عرضه بالجزائر؟ التتويج بالدوحة سيشكل دفعا ودعما قويا لي لتحقيق مشروعي السينمائي المقبل، وقيمة الجائزة (100 ألف دولار) ستحسن كثيرا من وضعي مستقبلا، أنا قليل المشاركة في المهرجانات، لكن الفيلم ''نورمال'' لامس في اعتقادي نبض الشارع العربي، بطريقة صادقة وواقعية· أما عن الجزائر، فكلي أمل أن يعرض الفيلم على الجزائريين، ليحكموا عليه، ويتابعوا الصور التي تعبّر عن يومياتهم· شخصيا، لا أمانع في تقديم العمل، وسأتقدم بطلب إلى وزارة الثقافة للسماح لي بعرض الفيلم، وأتمنى أن تقبل بذلك دون تردد· هل ''نورمال'' هو انتقاد مباشر للمهرجان الثقافي الإفريقي 2009 ومنه إلى وزارة الثقافة؟ لا، الموضوع ليس المهرجان الإفريقي، بل ''الباناف'' كان السبب فقط لإثارة موضوع آخر، ويتعلق تحديدا بالطريقة التي ينتج فيها فيلم ما في الجزائر· أنا لست مراقبا لأحاسب ''الباناف'' أو غيره من التظاهرات، بالعكس أنا أرحب بكل نشاط يثري الساحة الثقافية الجزائرية· فقط يحق لي أن أكوّن رأيا نقديا حول أي عمل ينجز سواء كان مقالا صحفيا أو عملا فنيا في الجزائر أو خارجها، بصفتي مواطنا يعرف حقوقه وواجباته· بالعودة إلى سبب إنجاز الفيلم، أؤكد أنه كان من منطلق تصوير فيلم وثائقي حول المناسبة الكبرى، جاءتني الفكرة فجأة، لذلك لم أكن محضرا للطريقة التي سأتبعها، كنت أعلم أن أناسا كثيرين سيقومون بنفس العمل، وأن هناك فيلما رسميا صوّر ولا نعرف مصيره؟ اتصلت بمجموعة ممثلين اشتغلوا معي في ''حرافة''، وبدأنا في كتابة تفاصيل الفيلم تدريجيا، ودون سيناريو طلبت من الممثلين الدخول في العمل، وقد انتابهم بعض الخوف والتردد، في غياب نص متكامل يسهل اتباعه· هدأت من روعهم، وقلت إننا سنشتغل بشكل مريح، لا يحدنا شيء، ولأني ابن الحي الشعبي باب الوادي، رحت أصور مجريات المهرجان في ساحة كيتاني، وتجوّلت وسط الناس في حيهم، ساعتها فقط بدأت المواقف والقصص تظهر· طريقة التعامل مع الموضوع لم تكن سهلة، بل اعترتني صعوبات جمة على مدار 15 يوما من التصوير، إذ لم يكن سهلا التواجد وسط شباب متحمس وكثير المشاكسة، وفي غياب الإضاءة الضرورية للصورة، استعنت بإمكانياتي الشخصية كالتصوير في شقتي أو شقة صديق آخر· يفتح الفيلم لقطته الأولى على شعار كبير تكتبه الممثلة عديلة باللون الأحمر ''جزائر حرة ديمقراطية''، لماذا قمت باستخدام هذا الشعار الذي رفع في مسيرات التسعينيات؟ كانت هذه العبارة هي الشعار الذي تناقله الجزائريون منذ ,1988 لا أعرف من ألفه، لكنه يبقى يحمل من العمق في المعنى، ما يجعله يليق بقضايا اليوم، ونحن في ,2011 الجزائر حرة ديمقراطية، هو مطلب الجزائريين اليوم· عندما بدأت مسيرات الاحتجاج في العاصمة، كنت موجودا، كما عايشت مسيرات السبت الشهيرة، ورأيت بأم عيني المواجهات التي حدثت بين الشعب وقوات الأمن، في أثناء ذلك رفع المتظاهرون الشعار نفسه، ما لفت انتباهي· باختيارك هذا الشعار، أعلنت لونك السياسي؟ لا أريد أن يفهم من أفلامي أنها سياسية التوجه، كثيرا ما يفسر الناس أعمالي تفسيرات في غير محلها، حتى عندما أخرجت ''عمر قتلاتو'' في ,1976 لامني بعض الأشخاص، وانتقدوني وقالوا لي لماذا تتكلم عن شاب لا علاقة له بالسياسة ''عمر''، يعاني مشاكل اجتماعية، ويعيش في ظروف مزرية، بحي شعبي فقير، بينما نحن في مرحلة بناء جزائر جديدة، تدعو حكومتها آنذاك لسياسة التطوع وتروج لتنظيمات موالية على شاكلة شباب جبهة التحرير الوطني، والإتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية· يومها أجبتهم بأنني رغبت في الحديث عن أفراد أعرفهم، دون ديماغوجية، لهذا أقول إن سينما علواش ليس منشورا سريا ولا مجرد شعار، وإنما السينما التي أمارسها هي التي تنقل المشاعر وتنقل واقع أناس حقيقيين، ومنه الحديث عن مواضيع حقيقية· أنا مخرج جاء من حي شعبي بسيط وهو باب الوادي، لا أنتمي إلى عائلة غنية أو ثرية، ومنذ بدأت دراساتي السينمائية، أفكر دائما في إخراج فيلم شعبي، ينتمي إلى السينما الحرة· ما هي ظروف إنجاز الفيلم؟ وبالعودة إلى فيلمي الأخير ''نورمال''، عندما أتممت التصوير، اشتغلت بكاميرا صغيرة، واستعنت بمصور لا يملك خبرة كبيرة في التصوير، عملت دون سكريبت، ولا سيارة خاصة، الممثلين كانوا حديثي التخرج من معهد برج الكيفان، الذي كان يعاني من مشاكل بيداغوجية، وجدت أنها شبيهة بوضعنا في ,1968 عندما أنهينا دراستنا في الإخراج، ووصلنا إلى الميدان، فقيل لنا لا فرصة لديكم للإبداع· لهذا قلت إنني أنجزت الفيلم بنفسية شاب عمره 18 عاما، بمعنى أني منحت لنفسي حرية التفكير، ولم أضع أحدا وراء أفكاري أو قراراتي· بالرغم من تعرضي لمساءلة من قبل الشرطة، أكثر من مرة في اليوم، أطالب فيها بإذن التصوير· رغم الوقت الضائع إلا أنني لم أبال وواصلت العمل، بإحساس الرجل الحر، لم أبال أيضا بالكاميرا التي كانت تتحرك في بعض اللقطات· مسيرات السبت ركزت عليها من خلال ما أذيع عنها عبر موقع ''اليوتوب''، هل كانت طريقة منك لمساندة هذه المسيرات؟ قدمت لقطات من المسيرة عبر ''اليوتوب''، بعيون الشباب الجزائري، وليس من زاويتي الخاصة· تلك اللقطة معناها أن المعلومة اليوم أصبح تفد إلينا من شبكة الأنترنت وليس من شاشة التلفزيون التي تتجاهل نبض الشارع، ''اليوتوب'' وغيره من المواقع أصبح البديل المفضّل للشباب، يتبادلون عبره الأخبار ويؤسسون مواقفه على ضوئه· فيما يخصني، كان أسهل عليّ الاستعانة بصور ''اليوتوب'' على أن أطلب من مؤسسة التلفزيون تدعيمي بما يلزم فيلمي، شخصيا تجنبت أي نوع من الصدام والمشاكل·· الأكيد أن الشباب الجزائري عايش مجريات ثورة الياسمين في تونس، ثم ثورة 25 يناير في مصر، وتلقى سيل من الصور تنقلت بسهولة عبر الأنترنت· أشياء كثيرة ينجزها الشباب الجزائري عبر الأنترنت ووسائل الاتصال الحديثة، وأنا شديد الإعجاب بما ينجزه من قبل هؤلاء بما فيهم الظاهرة ''إربن إربن''، لهذا أنا اليوم مقتنع أن أهم الأعمال المبدعة موجودة على الشبكة، إذ اكتشفت أفلاما قصيرة رائعة، لهذا أكرر قولي: أنا ما دمقرطة السينما· أفهم أن علواش لم يمل في فيلمه إلى مواقف التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية·· لا أبدا، إظهار مسيرات السبت، لا يعني أنني أوافق وأساند ''الأرسيدي'' في مسيراته·· أنا لا أنتمي إلى أي حزب سياسي بما فيه الأرسيدي· وإنما كنت مجرد شاهد عيان على مظاهرة خرج فيها جزائريون إلى الشارع، وقمت بنقل مختلف الأحاسيس المنبعثة آنذاك من ساحة أول ماي، واستعادة هذه الصور، هي طريقة للقول إنني أحب رؤية الناس تعبّر عن رأيها، وأن المواطن الجزائري يملك من الوعي ما يجعله ينتقد وضعا غير مريح· فأنا مع المطالبة السلمية بالحقوق، وأنا ضد التمرد ومع التظاهر الشعبي· هذا ما ظهر في فيلمك من خلال جلسة الآراء التي جمعت الممثلين الشباب··· لم أكن بحاجة إلى تمرير أرائي عن طريق الممثلين، فالفيلم أولا يتراوح بين الواقعي والخيالي، ثم لم أفكر أبدا في توجيه النقاش نحو وجهة نظري الشخصية ولا التلاعب بالحوار لصالحي، لدرجة أنني لم أعد أفرق بين رأيهم الحقيقي والخيالي، وقد لاحظتي أن لكل واحد من الممثلين الشباب رأي خاص، مثل نبيل عسلي كان اهتمامه تنظيمي ويفضّل النضال من أجل نقابة فنانين قوية، ولا يهمه كثيرا الخوض في السياسة، فيما خالفه آخرون في الرأي، والأهم في كل النقاش أن الجميع نسي موضوع الفيلم الذي كانوا بصدد التشاور في مضمونه، كما فضّل ممثلين إثنين الصمت، ولم أجبرهم على الدخول في الحديث، فيما بهرتني الممثلة نسيمة سلطاني بموقفها الصريح والجريء التي كانت ملتزمة بمسائل المجتمع والسياسة·· لهذا أؤكد لك أنه لم يكن بحوزتي الوقت الكافي لأكتب سيناريو وأضبط فيه موقف كل واحد من المجموعة، ما يهمني في الفيلم هو اكتشافي المفاجئ لخيبة أمل العالم العربي تجاه الموقف السلبي للجزائر· هذا يعزز مجددا موقف علواش الوسطي، الذي لا يقول موقفه بالتدقيق، تماما كما فعلت في فيلم ''الحرافة'' حينما تركت المشاهد يتساءل هل أنت مع ''الحرافة'' أم الدولة التي تعاقب ''الحرافين''؟ صحيح، هذا ما أدنو إليه في أعمالي، لا أظهر أبدا موقفي· أعتبر نفسي سينمائي ملتزم، كابن هذا البلد لا أستطيع أن أقص حكاية حب دون قصة جانبية توضح السياق العام، أنا ضد سينما الشعارات· لكن ثمة من يريد أن تقول صراحة رأيك فيما يحدث؟ قد يزعج موقفي الوسطي البعض، وأنا أتفهم ذلك، لكن حتى بهذا الشكل، أفلامي تتسبب لي في مشاكل، لدرجة أنني أشعر أنني غير مرغوب فيه· بالفعل في ''حرافة'' لا أستطيع أن أقول إن ''الحرافة'' سلوك جيد ولا أن أدين الشاب ''الحراف'' في الوقت نفسه، عندما اشتغلت على موضوع الهجرة السرية، اعتمدت على مقالات الصحف الوطنية، فكونت نظرة على واقع هؤلاء الشباب الفاقد للأمل، كذلك قرأت في الصحف عن قصة الشرطي المرتشي، الذي كان جزءا من أحداث الفيلم، وقد تلقيت لوما قاسيا من وزارة الثقافة، وتلقيت رسالة رسمية توبخني وتقول إنني اقترفت ذنبا لتطرقي للشرطي·· ما أريده هو رفع اللُّبس ما· أنا أعيش بفرنسا منذ ,1993 ذهبت إلى هناك لأحمي حياتي، لأني لم أكن من الذين يختبئون في إقامة نادي الصنوبر، صحيح أنني أعيش بفرنسا، لكني لم أتوقف يوما عن التواصل معها، بل احتفظت بحب الجزائر في قلبي، وأبقيت علاقتي بوطني بكل واقعية، أتحدث عنها بالأسلوب الذي أراه مناسبا وصادقا، ولا يحق لأحد أن يمنعني من إظهار الوجه الآخر من بلدي· لا أحب أن يصور الفرد الجزائري في شكله القبيح، لهذا تجدني دائم البحث عن ممثلين ذوي مظهر جميل·· في ''حرافة'' مثلا نالت المشاهد إعجاب المتفرجين بفرنسا، لكن في الجزائر اتهمني البعض بالمبالغة في تصوير الوجه القبيح للجزائر· حتى ''نورمال'' كان محل انتقاد جزائريين مقيمين هنا بالدوحة، حيث عبروا عن استيائهم بالخروج من قاعة العرض، وشعروا بالخجل من صور الأحياء الفقيرة ومشاهد حميمة، وقالوا إن علواش يهين الجزائر بأموال قطرية، هم يسألونك لماذا الجزائر في عيون علواش قذرة (موسخة)؟ عليهم أن يطرحوا السؤال بصيغة أخرى: علاش الجزائر دائما موسخة؟ وليس لماذا انقلها غارقة في الأوساخ والقذارة· أتفهم حالة الخجل التي تنتاب الجزائري المقيم هنا بقطر، لأنها صورة تخجل أي واحد فينا، لكن المقيم خارج البلد، تتكون لديه مشكلة الصورة، ما يجب أن يظهر وما لا يجب؟ لهذا يبحث المقيم خارجا عن صور مغايرة لتلك التي تركها في البلد، هو يريد أن يعطي لنفسه صورة أجمل، لكن الواقع يبقى نفسه، لا يتغير· بهذه العقلية تتصرف السلطات المحلية الجزائرية، في ''الحرافة'' سارعت البلدية إلى دهن الشوارع المعنية بالتصوير، وفي ''نورمال'' صورت شارعا شعبيا في عز المهرجان الإفريقي، لم أخترع شيئا من عندي·· في مستغانم أبهرت بمناظر الساحل الجميلة، وتألمت للقاذورات منتشرة على طول الشواطئ·· في فرنسا أو غيرها جلبت المناظر انتباه المشاهدين، بينما رفضها البعض هنا، لهذا الجزائري عنده مشكلة مع صورته، منذ الاستقلال نحن لا نحب صورتنا، نريد إعطاء صورة خاطئة هنا· لكن يجوز أن نعطي صورة جميلة لأن هناك زاوية جميلة ونقية في حياتنا أيضا؟ نعم، ممكن جدا، لكن لست أنا، قد يقوم بالمهمة سينمائيون آخرون، ويبرزوا الوجه النقي للجزائر، لكن عليهم قبل أن يبدأوا التصوير، أن ينظفوا الشوارع من قذارتها، حتى تكون مشاهدهم حقيقية· في هذا المقام أتذكر أفلام قصيرة أنتجتها شركة ثالة، من بينها فيلم يصور جماعة شبان يقيمون بعمارة بتليملي، الصور لا تظهر الواقع المرّ لهذا الحي الواقع بقلب العاصمة، هناك القمامة في كل مكان، والشباب يتعاطون المخدرات، واللاأمن يخيم على المكان عند حلول الظلام، إلا أن الفيلم القصير لم ينقل شيئا من ذلك·· لم تعد العاصمة تحفز على الحياة· ترى أن زوايا تصوير كهذه غير طبيعية، إذن؟ أحاول إنجاز فيلم واقعي، لا يعني هذا أنني أنتقد فقط، الأفلام المصرية والأمريكية مليئة بالضجيج، تعكس الأصوات المحيطة بالأفراد، فكيف لفيلم جزائري أن لا ينقل الأصوات الطبيعية المحيطة بهذا الشخص، نحن في الجزائر ولسنا في سويسرا· اليوم لا يجب أن نبحث عن الخلل لأنال إعجاب الأوربيين كما يقال عني، بالعكس جزء كبير من أفلامي، لا تعجب الغرب، أنا لا أعمل بهذا المنطق، أنا لا أشتم بلدي لأحقق مشروع ما، بل أنا مخرج يبحث عن فرص ممكنة لتجسيد أفكارها سواء في الجزائر أو فرنسا· لكن المشكلة أن الأفلام التي أصورها في الجزائر أعرف أنها لن تروج بفرنسا، بالنظر إلى حالة الصد والامتناع لكل الأفلام القادمة من منطقة المغرب العربي، كذلك عندما أنجز فيلما بفرنسا أعرف أنه لن ينجح بالجزائر· هدفي ليس سينما تعجب أو سينما تحطم ما حولها· ما يهمني عند المشاركة في مهرجان ما، هو تمثيل الألوان الوطنية، حتى إن لم أعجب الجميع· أعرف أن هناك نفورا تجاهي بالجزائر· منذ سنة خلت دعوت للمشاركة في مهرجان ''موما'' السينمائي بنيويورك، عرضت بالمناسبة فيلم ''الرجل الذي ينظر الشرفات''، لم أره منذ ثلاثين عاما، عثروا على نسخة منه بفرنسا، ولا أحد يتكلم عنه في الصحافة الوطنية أو السفارة الجزائرية بأمريكا· هذه السنة أقرأ الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي تمثل الجزائر لأول مرة في هذا المهرجان، متناسين مروري قبلهم هناك· هل يمكن للسينما الجزائرية أن تشتغل وفق منطق السينما الأمريكية التي تصنع صورة الفرد الأمريكي المثالي؟ علينا نبلغ أولا مستوى الإتقان في السينما الأمريكية، وعلينا أن نرفع التحدي ليصبح لنا صناعة سينمائية بقوة الصناعة الهوليودية، أنا لست أمريكيا، وسياقي جزائري محض، ولا يمكن أن أخرج عن المعطيات الاجتماعية والثقافية والسياسية للجزائر· هل يمكن أعرف رأيك في الفيلم الأخير لجمال بن صالح ''بور على المدينة''؟ لم أشاهد الفيلم، ولا يهمني أن أشاهده أيضا، لهذا لم أكلف نفسي لحضور العرض، ما أعرف أنه فيلم كوميدي حول المهاجرين المغاربة والأفارقة، أعتقد أنه حاول إضحاك الناس، لكن تفاصيل الفيلم لا أستطيع الحديث عنها، ولا يمكن أن أقول شيئا بخصوص استعماله للعلم الوطني الجزائري كفوطة حمام، الأكيد أن الرايات الوطنية يجب أن تحترم ولا يجوز التطاول على رمزيتها·