أدانت قاضية قسم الجنح بمحكمة عنابة، اليوم،" نقيب" في القوات الجوية للجيش الوطني الشعبي، بعقوبة 18 شهرا حبسا نافذا ، مع القضاء بعقوبة عام حبسا نافذا في حق 03 أشخاص آخرين ينشطون ضمن شبكة دولية مختصة في المتاجرة و تهريب القطع الأثرية النادرة بغرض بيعها بمبالغ خيالية في مزادات عالمية بأوربا . ومن جهة أخرى، فقد استفاد رقيب أول بالقوات الجوية يعمل بالمطار العسكري بعنابة من حكم بالبراءة .
تعود تفاصيل القضية إلى 03 ديسمبر 2016 ، حينما تمكن عناصر الدرك الوطني للمجموعة الإقليمية بعنابة، اثر استغلال لمعلومات من توقيف المسمى (ق.م) على متن سيارة من نوع "بيجو" 406 بحي 8 ماي 45 ، حيث لوحظ عليه نوع من التلعثم في الكلام، وبفمه شيء يحاول ابتلاعه، الأمر الذي دفع أفراد الدرك، إلى التدخل الفوري لإخراج ما كان يحاول ابتلاعه ليتضح بعدها انه كان يضع قطعة نقدية ذهبية اللون.
وقام أفراد المجموعة الإقليمية للدرك بعنابة، بإرسال القطعة النقدية إلى الخلية الجهوية لمكافحة المساس بالممتلكات الثقافية والتاريخية بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بسوق أهراس، حيث أثبتت التحاليل أنها قطعة أثرية أصلية، مكتوب عليها بخط عربي على الوجه الأمامي عبارة "سلطان الدين، وحقان البحرين السلطان ابن السلطان"، وفي الجهة الأخرى مكتوب بها عبارة "عز نصر مصر سنة 1171.
هذه المعطيات الخطيرة، عجلت بالإسراع في تفكيك نشاط هذه الشبكة الخطيرة، بعدما اعترف الموقوف انه على علاقة بشركاء آخرين ، ما أفضى إلى استرجاع قطع أثرية أخرى، عند تفتيش السيارة من نوع بيجو 406 منها قطعتان، الأولى عبارة عن خليط من الخشب والبلاستيك، ذات لون بني فاتح، والثانية قطعة صغيرة عبارة عن حجر لونه أجوري فاتح.
واعترف الموقوف ، أنه تنقل مع المتهم الرئيسي إلى بلدية زغاية أين التقوا بالمسمى (س.س) واتفق معه على بيعه قطعة نقدية أثرية، وتم الاتصال (ب.م) الذي أخبره بأن الأمانة بحوزة (ح.أ) المتواجد بمدينة فرجيوة بولاية ميلة ، ما دفعهم التنقل لجلب القطعة مقابل دفع مبلغ 6 ملايين سنتيم، بعد التأكد بأنها أصلية لدى تاجر مصوغات. وصرح احد المتهمين أن المدعو (ح.أ) يتملك أيضا 65 قطعة نقدية ذهبية أثرية أخرى، وانه في حال شراءها منه سيتم تزويدهم ب 200 قطعة أخرى بحوزته.
وأضاف المتهم (ق.م) أنه عاد إلى ولاية عنابة وسلم القطعة النقدية إلى شقيق المتهم (ش.ب) القاطن بحي سيدي عاشور بعنابة، وقد سمع لدى لقائه ب (ح.أ) يتحدث مع (ع.م) و (ش.ب) عن امتلاكه تمثال أمون وتمثال أخر و 265 قطعة أثرية .
وتمكنت الضبطية القضائية ، خلال مراحل سماع الموقوفين ، من اكتشاف تورط عسكريين من بينهم رقيب أول و نقيب في القوات الجوية الجزائرية يمارس مهامه كقائد طائرة بمطار عنابة العسكري، في إنشاء شبكة لتهريب الآثار يمتد نشاطها عبر عدة ولايات بالوطن على علاقة ب 03 أشخاص آخرين ينحدرون من ولايات الطارف، عنابة و ميلة . توبعوا بتهم ثقيلة منها جنحة عدم التصريح بالمكتشفات وجنحة بيع وإخفاء أشياء متأتية من عمليات حفر وتنقيب مكتشفة بالصدفة، بغرض بيعها بمبالغ خيالية في مزادات عالمية بأوربا.
اكتشاف ضلوع نقيب في القوات الجوية في نشاط هذه الشبكة الدولية المختصة في المتاجرة و تهريب القطع الأثرية من الجزائر نجو وجهات مجهولة لإعادة طرحها للبيع في اكبر صالونات البيع بالمزاد العلني في الخارج ، تم على خلفية استغلال دقيق و متأني لمصالح الدرك الوطني، للمكالمات الهاتفية التي جرت بين المشتبه فيهم، أسفر عن وجود علاقة بين الموقوفين و النقيب في القوات الجوية.