"المغرب العربي ضمن قائمة معارضنا وعدة مشاريع في الأفق" تعتبر مؤسسة الشارقة للفنون من أهم المؤسسات الثقافية في الشارقة ودولة الإمارات، وهي مفتوحة على كل فناني العالم، من بينهم الجزائريين الذين قدموا أعمالا معها وأيضا لديهم مشاريع مهمة في إطار تبني المؤسسة لها ودعمهم، التقت "الخبر" مديرة "بينالي الشارقة" والمسؤولة الأولى على المؤسسة الشيخة حور بنت سلطان القاسمي وكان حديثا عن المؤسسة وآفاقها ووجودها في المنطقة العربية وشمال إفريقيا بالأخص.
حاورتها بالشارقة : مسعودة بوطلعة
أكثر من 10 سنوات على وجود مؤسسة الشارقة،هل حققت أهدافها التي تأسست من اجلها؟
نحن لم نضع منذ البداية أهدافاً ضخمة أو خيالية للمؤسسة، بل نعمل وفق ما يمليه علينا الواقع، بالتعاون مع المؤسسات المحلية لتلبية احتياجات المجتمع وذلك عبر الاحتكاك به والتعرف عن قرب على متطلباته وتلبيتها من خلال مجالات الفن المتعددة. والحمد لله نجحنا في تحقيق هذا حيث يمكن للجميع ملاحظة زيادة نسبة الحضور في مختلف الفعاليات التي نقيمها، إضافة إلى اتساع رقعة جمهور الفن في الدولة من مختلف الفئات العمرية والجنسيات والتي استطعنا استقطابها من خلال عدة برامج ومعارض فنية أهمها بالطبع هو بينالي الشارقة والذي يشهد في كل دورة ارتفاع في نسبة الحضور. كذلك ساهمت برامجنا التعليمية الموجهة للكبار والصغار وذوي الإعاقة في تنشيط الحراك الفني على المستوى المحلي.
لا شك أن التعليم هو من الأولويات التي تعمل عليها كافة الجهات الرسمية وغير الرسمية عبر برامجها التعليمية المكثفة والمتواصلة، فهناك العديد من الجهات الأكاديمية والتعليمية المعنية بتعليم الفن سواء عن طريق المدارس والجامعات مثل الجامعة الأميركية في الشارقة، أو كلية الفنون والتصميم- جامعة الشارقة التي يشرف عليها أخصائيون وفنانون احترافيون وغيرها.. كما أود التأكيد عل أن كل ما نقوم به أو تقوم به المؤسسات التعليمية موجه للجميع، بغض النظر عن جنسياتهم أو انتماءاتهم الجغرافية أو الثقافية أو الإثنية، إننا نعمل للإنسان أينما كان، وكيفما كان، وليس لدينا هذا الفصل بين جمهور الفن. كما تجدين زوار البينالي من كل أنحاء العالم، وهذا كله مرتبط بعضه ببعض.
لاحظت أن هناك غياب للمؤسسة ومشاريعها في شمال أفريقيا والمغرب العربي؟
لكل بينالي قيّمة أو قيّم هو المسؤول عن انتقاء الفنانين المشاركين وفق ما يتناسب مع ثيمة البينالي ومشاريعه. لكن على صعيد المعارض الفنية التي تقيمها المؤسسة على مدار العام فإننا نضع أهمية كبيرة لإبراز وتسليط الضوء على أهم الحركات الفنية في المنطقة فعلى سبيل المثال أقمنا بالعام الماضي عدة معارض عن الحركة السريالية المصرية، ومعارض أخرى عن حركة الفن الحداثي في السودان.وفيما يخص دول شمال أفريقيا والمغرب العربي فهي ضمن قائمة معارضنا المستقبلية ولدينا عدة مشاريع في طور التحضير.
ما هي الآفاق المستقبلية لمؤسسة الشارقة؟
نظراً للتطور السريع الذي مرت به دولة الإمارات فقدنا الكثير من المباني التراثية القديمة، ومنذ السبعينيات تعمل الشارقة على إعادة ترميمها، فقد احتفظ الوالد بكل المخططات والمواد الأصلية لتلك المباني وكان عازماً على إعادة إحيائها ونحن أيضاً نعتزم أن نتبع خطاه، من خلال إعادة ترميم تلك المباني وحفظها واستخدامها كمتاحف أو مدارس للفنون. وعلى صعيد آخر نحن كذلك مهتمون كثيراً بإعداد الشباب وتدريبهم وصقل مهاراتهم لتخريج أجيال جديدة من الفنانين والقيَمين ومنتجي الأعمال، وهذا ما يقوم عليه برنامج المتدربين لدينا الذي يتيح للعديد من الشباب الفرصة لاكتساب الخبرات من خلال المشاركة في إعداد فعاليات ضخمة مثل إعداد البينالي وغيرها من المعارض. والحمدلله الكثير منهم يعود للعمل معنا في وظائف مختلفة بعد تخرجهم من الجامعة.
ما هو وضع المرأة الإماراتية في التسيير المؤسساتي بالنظر إلى تجربتكم؟
المكانة التي تحظى بها المرأة الإماراتية في مجتمعها هي مكانة مميزة بلا شك، ليس فقط لشغلها مناصب مختلفة ومتنوعة، ولكن للنجاح الاستثنائي الذي حققته في مختلف المجالات، والذي أثبت للجميع القدرات التي يمكن أن تظهرها المرأة إذا ما أتيحت لها الفرصة في مجتمع يدعمها ويحرص على نجاحها. يسألونني في العالم الفني الغربي إذا ما كنت أواجه صعوبات في العمل كوني امرأة وكوني عربية أيضاً، وأنا أقول لهم على العكس هذا ما يجعل مهمتي أسهل وأيسر، لأن المرأة تنظر للأمور بشكل مختلف فهي أكثر انفتاحاً وتقبلاً للثقافات المتعددة وتستطيع الاندماج في المجتمعات الأخرى بشكل سلس، وهي أكثر من يقدر فرص التعلم والاستكشاف والتواصل مع الآخرين، نظراً لخوضها الكثير من التحديات حتى تصل إلى مكانتها اليوم.