"عدم الخوف من التجريب من أهم قواعد الانطلاق القوي للبينالي" تتواصل إلى اليوم فعاليات بينالي الشارقة 13 التي غطت "الخبر" افتتاحها وأسبوع انطلاقها، وشارك فيها عدد كبير من الفنانين التشكيليين، وعرفت تغطية إعلامية مهمة و حضور عدد كبير من النقاد و الزوار ومشاركة 70 فنانا من العالم، التقت "الخبر" الناقدة الفنية ورئيسة تحرير مجلة "البيت" سوسن مراد التي تعتبر من أصغر السيدات اللاتى حصلن على منصب رئيس تحرير، وهى خريجة كلية الفنون الجميلة قسم الديكور والعمارة الداخلية. قدمت وقفة عن هذه التظاهرة وأهميتها وقيمتها بالنظر إلى الأعمال المعروضة . تقول الناقدة "كانت مدينة الشارقة النافذة الأولى التي أطللت منها على دولة الإماراتالمتحدة، وذلك لحضور بينالي الشارقة 12 عام 2015، وبذلك تكون الدورة الحالية من البينالي هي الحضور الثالث لي بالشارقة بعد المشاركة في لقاء مارس 2016، وهو الحدث السنوي المتصل بالبينالي وان احتفظ بطبيعته البحثية النقاشية المتأملة للمشهد الفني العالمي". مضيفة انه "على الرغم من انطباعي الأول عن الشارقة كمدينة ذات جذور تقليدية محافظة، إلا أنني دائما ما ألمس التأثير الواضح للحركة الفنية والثقافية النشطة بها" وترى سوسن "أن احتضان تلك الفعاليات الفنية الكبرى يثري الهوية الكوزموبوليتانية للمدينة عاما بعد عام". نوهت الناقدة بأهمية المعارض وخاصة تقول "قد لفت انتباهي بالتأكيد الحرص على اتساع مساحة العرض بالشارقة وامتدادها إلى مواقع مختلفة من الإمارة، حيث تبدأ من الساحات التابعة لمؤسسة الشارقة للفنون بقلب الأحياء القديمة بالشارقة، وحتى المناطق البعيدة نسبيا التابعة لها"، مشيرة إلى انه "في الدورة الحالية أقيمت استوديوهات جديدة للفنانين بمنطقة الحمرية المجاورة للشاطئ، والتي عرض بها مجموعة أعمال مثيرة للاهتمام أجدها من بين الأفضل لهذه الدورة". و تعلق الناقدة على هذا التفتح على المناطق الخارجية "أجد هذا التواصل مع المناطق المحلية غير المركزية والحرص على أن يكون للبينالي أثرا ايجابيا وتنمويا، يحول فترة إقامة البينالي إلى حدثا قوميا يحتفي به أهل الشارقة، وهو ما بدا هدفا رئيسيا لدى الشيخة حور القاسمي مدير البينالي ورئيس مؤسسة الشارقة للفنون، عبرت عنه بشغف الفنانة خلال لقاءات عديدة جمعت بيننا خلال جولات أيام الافتتاح". أما من الناحية الفنية فتعتقد رئيسة تحرير مجلة "البيت" والناقدة سوسن مراد إن "عدم الخوف من التجريب في رأيي من أهم قواعد الانطلاق القوية للبينالي، وهو ما بدا جليا في هذه الدورة التي تنعقد بين خمسة مدن مختلفة على مدار عاما كاملا، فهذا التوسع المكاني والزمني يحمل وقعا استثنائيا بالتأكيد". وعن مشاركة الفناينن في مشاريع الشارقة تقول "هناك الإصرار المستمر على تكليف الفنانين من قبل قيم البينالي بأعمال ضخمة الإنتاج تناقش قضية مختارة كعنوان رئيسي لتعرض من خلاله للمرة الأولى، وهو ما يضفي إثارة وغموضا محببين لدى المشاهد الذي يعيش متعة الاكتشاف والتحاور أثناء التجول بين الأعمال والتفاعل معها".