شكلت "النقاط الخلافية" من أجل تحقيق توافق وطني, محور بحث خلال اللقاء الذي جمع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج أمس الثلاثاء, مع الماريشال خليفة حفتر في العاصمة الإماراتيةأبوظبي, في اطار المساعي للدفع في اتجاه الحل السلمي والسياسي للازمة الليبية بما يتوافق مع الاتفاق السياسي الموقع عام 2015 بين أطراف الصراع مما يعد خطوة جديدة لتقريب وجهات النظر بين كل الاطراف الليبية لحلحلة الوضع السائد في البلاد منذ قرابة سبع سنوات. ويأتي هذا اللقاء في اطار الحوار والمشاورات التي تقوم بها حكومة السراج من أجل تنسيق المواقف والبحث عن حل توافقي "لنقاط الخلاف" الامر الذي من شأنه أن يمكن من التعجيل بوقف القتال وايجاد حل سريع وشامل ومستدام للأزمة الليبية ويعيد الاستقرار المفقود في هذا البلد, منذ الاطاحة بنظام القائد معمر القذافي عام 2011.
وبينما لن يصدر أي بيان مشترك عن لقاء السراج مع حفتر, ذكرت مصادر اعلامية ليبية أن الطرفان "اتفقا خلال لقائهما في أبوظبي على معظم النقاط الخلافية" لا سيما تلك ذات الصلة بالاتفاق السياسي المبرم في ديسمبر عام 2015 كما اتفقا على "استمرار اللقاءات في المرحلة المقبلة".
وتداولت بعض وسائل الاعلام اليوم الاربعاء بأن محادثات بين السراج و حفتر "لا تتعارض" مع الاتفاق السياسي الذي توصلت اليه أطراف الصراع الليبي عام 2005 برعاية الاممالمتحدة, وأفضى الى تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي يقودها السراج.
و ينص الاتفاق السياسي الليبي, ضمن بنوده, على توحيد الجيش الليبي وعمله تحت قيادة واحدة ممثلة في المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني و محاربة الإرهاب بجميع أشكاله على كامل التراب الليبي, والتأكيد على وحدة ليبيا ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها وعودة المهجرين...الخ.
- لقاء السراج-حفتر "نقطة تحول في مسار انهاء الانقسام وتحقيق التوافق الوطني" -
اعتبرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا أن اللقاء الذي جمع فايز السراج مع الماريشال خليفة حفتر في أبوظبي"خطوة إيجابية وجيدة ونقطة تحول في مسار تحقيق السلام والتوافق الوطني وتساهم في الإسراع بإنهاء الأزمة الليبية وحالة الانقسام و الصراع السياسي الذي كان ومازال له تداعياته وأثاره الوخيمة على الأوضاع الإنسانية والمعيشية والأمنية في حياة المواطنين".
واضافت اللجنة في بيان أن "هذا اللقاء يسهم في الإسراع من أجل حل الأزمة الليبية الراهنة ويدفع في اتجاه الحل السلمي والسياسي للأزمة الليبية من خلال الحوار الوطني".
واعربت اللجنة عن املها أن يتوج هذا اللقاء بنتائج يتوصل من خلالها الطرفان "لتوافق واتفاق يضمن حل الأزمة الليبية وينهي حالة الانقسام السياسي والأزمة الإنسانية والاقتصادية والسياسية والأمنية في ليبيا, حيث يعول الليبيون بشكل كبير على هذا اللقاء و رغبتهم الجامحة في إنهاء الأزمة وأمل التوصل إلى تفاهمات سياسية بين جميع الأطراف".
من جهتها أشادت دولة الإمارات العربية المتحدة التي استضافت لقاء السراج و حفتر ب"الأجواء الإيجابية" التي سادت محادثات الطرفين الليبيين وأثنت على العزيمة التي أبداها الجانبان لإيجاد حل سياسي شامل للركود السياسي في الوضع الراهن.
وأكدت وزارة الخارجية الاماراتية في بيان أن الاجتماع الذي ضم السراج وحفتر يعد "خطوة هامة على طريق إحراز تقدم في العملية السياسية في ليبيا", معربة عن أمل دولة الإمارات بأن يكون هذا الاجتماع بمثابة "الخطوة الأولى من ضمن مجموعة من الخطوات التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار في ليبيا".
وأضافت الوزارة أن الاجتماع "يعد خطوة إيجابية تدعو إلى التفاؤل نحو ضمان حل سياسي تتزعمه ليبيا للأزمة الليبية".