كشفت مصادر مقربة من القمة المفاجئة التي عقدت أمس، بالعاصمة الإماراتية، توصل رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، وقائد الجيش الوطني الليبي اللواء خليفة حفتر، إلى اتفاق على معظم النقاط الخلافية» بينهما بما فيها إلغاء المادة الثامنة من الاتفاق السياسي، إضافة إلى إعادة النظر في تركيبة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية. وأضافت المصادر أن اتفاق قطبي الأزمة الليبية على فكرة تشكيل جيش وطني موحد ووضع خطة عملية لتطوير قدراته وتدريب عناصره، في نفس الوقت الذي أكدا فيه رفضهما لكل تدخل أجنبي والعمل على المحافظة على وحدة ليبيا ومكافحة الإرهاب». وأكدت أن الرجلين اتفقا على تشكيل حكومة منفصلة ومستقلة عن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، واحترام أحكام القضاء والعمل سويا من أجل حل أزمة الجنوب في نفس الوقت الذي أكدا فيه على مواصلة عقد اللقاءات بينهما خلال المرحلة القادمة ضمن مؤشرات ايجابية قد تساعد على حسم الأزمة الليبية بالطرق السلمية. والتقى قطبا المعادلة السياسية في ليبيا في قمّة لم يسبق الكشف عنها بالعاصمة الإماراتية، ضمن مساعي لبحث سبل إنهاء الأزمة الليبية التي دخلت عامها السادس بعد مساعي وساطة بذلتها عدة جهات عربية ودولية. وتعد هذه ثاني قمة بين الرجلين منذ الإعلان عن تشكيل حكومة الوفاق الوطني وتعيين فائز السراج رئيسا لها شهر ديسمبر سنة 2015، بعد قمة أولى عقدت بينهما بداية العام الماضي وانتهت إلى نتيجة صفرية.وحسب مصادر على صلة بهذه الاتصالات، فإن اللواء حفتر، استغل اللقاء لطرح أفكاره الخاصة بإعادة النظر في كثير من بنود الاتفاق الدولي الذي رعته الأممالمتحدة منتصف شهر ديسمبر 2015، والذي بقي مجرد حبر على ورق وحال دون تمكين فائز السراج من بسط سلطات حكومته على كل الأرض الليبية. ويصر اللواء حفتر على دوره في أية ترتيبات مستقبلية لإنهاء الأزمة الليبية، وخاصة حرصه على الظفر بحقيبة وزارة الدفاع ورفضه البقاء تحت إشراف حكومة الوفاق الليبية وفق ما تضمنته وثيقة الوفاق الوطني. وفشلت مساع سابقة لعقد قمة بين الرجلين شهر فيفري الماضي بالعاصمة المصرية، حيث حمّل السراج حينها مسؤولية ذلك الفشل على اللواء حفتر، الذي اتهمه بتضييع «فرصة ثمينة» من أجل إيجاد أرضية لحل نهائي ووضع حد لحالة الفرقة ومعاناة الليبيين. واكتست قمة العاصمة الإماراتية، أهمية خاصة في حسابات الأطراف الليبية إذا علمنا أنها التأمت رغم أن التيار لا يمر بين سلطات طرابلس وبنغازي، على خلفية عدم اعتراف اللواء حفتر بشرعية الوزير الأول فايز السراج، وكونها خطوة قد تساهم في إذابة الجليد العالق في علاقات الرجلين التي كادت الشحناء بينهما أن تؤدي إلى حرب أهلية مفتوحة. فهل سيكون هذا اللقاء بداية نهاية أزمة طالت؟.