أشاد أرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، بالدور الذي يقوم به الرئيس بوتفليقة من أجل "تصحيح بعض الاختلالات التي تطبع تطورات الوضع السياسي والأمني في ليبيا". وأكد أن زيارته إلى الجزائر تندرج في إطار التشاور "لإيجاد حل إيجابي" للأزمة. وذكر السراج في تصريح له بالقاعة الشرفية لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي بالدور"الفعال والمستمر" للسلطات العليا في الجزائر وذلك بدعمها لحكومة الوفاق الوطني الليبية من أجل "حلحلة بعض الاختلالات التي يمر بها الوضع في ليبيا". وأوضح السراج أنه يبحث عدة ملفات مع المسؤولين الجزائريين تهدف إلى "تعزيز ودعم التعاون الثنائي" بين البلدين في مختلف المجالات. وكان في استقبال فايز السراج لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي، الوزير الأول، عبد المالك سلال ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل. وعلى صعيد متصل، كشفت مصادر إعلامية أن شخصيات سياسية ليبية محسوبة على الطرفين المتنازعين في ليبيا خلال الأسبوع الماضي مشاورات في العاصمة الجزائرية. وأفادت المصادر بأن رئيس حزب "العدالة والبناء" الليبي محمد صوان والنائب فتحي باشاغا وشخصيات أخرى محسوبة على كتلة مجلس النواب وكتلة المؤتمر الوطني العام، التقوا في الجزائر، في اجتماعات هدفت للتوصل إلى صيغ أولية بشأن التعديلات المقترحة لاتفاق الصخيرات الموقّع في ديسمبر 2015 في المغرب، خصوصاً ما يتعلق بالمادة الثامنة في الاتفاق المتعلقة بمنصب القائد الأعلى لقوات الجيش الليبي. كذلك جرى بحث مسألة مستقبل قائد القوات التابعة لبرلمان طبرق الجنرال خليفة حفتر، ضمن خريطة الحكم الليبي المستقبلي. وأكدت المصادر أن "النقطة الأخيرة المتعلقة بموقع حفتر من التفاهمات المستقبلية، ما زالت تشكّل نقطة خلافية، ليس فقط بين كتلة المؤتمر الوطني ومجلس النواب، ولكن حتى بين الفاعلين في مجلس النواب وحكومة طبرق نفسها". وأكدت المصادر أن هذه الاجتماعات جاءت في أعقاب لقاءات عقدتها أطراف ليبية منفردة مع قيادات عسكرية مصرية في القاهرة، أبرزها قائد أركان الجيش المصري محمود حجازي. ولم يكن حفتر طرفاً في هذه المشاورات الأولية، رغم تزامنها مع الزيارة التي قام بها إلى الجزائر بطلب من الأخيرة، في سياق مساعٍ جزائرية لفهم طلباته السياسية، ومحاولة إقناعه بأهمية تفاعله إيجابياً مع المساعي السياسية لحل الأزمة في ليبيا، على ضوء المخاطر الكبيرة التي تهدد ليبيا، والتهديدات الأمنية الخطيرة التي تواجهها دول الجوار كالجزائر وتونس، في حال زادت الأوضاع تعقيداً في ليبيا. وكشفت معلومات متوفرة أن المسؤولين الجزائريين أبلغوا حفتر بالصعوبات أمام أي حل عسكري في ليبيا، وهو خيار تدفع إليه بعض دول جوار ليبيا وأبرزها مصر. وحسب معلومات متطابقة، فإن الحكومة الجزائرية التي دخلت في مرحلة جس نبض الأطراف الليبية، تحاول قياس درجة قابلية الفاعلين في المشهد الليبي، لعقد حوار مفتوح في الجزائر، بالتنسيق مع المجلس الرئاسي الليبي الذي يُنتظر أن يقوم رئيسه فائز السراج بزيارة قريبة إلى الجزائر. وتعتقد الحكومة الجزائرية أن الجزائر تمثل في الوقت الحالي الأرض الأكثر مثالية لأي حوار ليبي-ليبي، لاتخاذها مواقف متوازنة مع كل الأطراف الليبية سواء المحسوبة على حكومة طرابلس أو حكومة طبرق، إضافة إلى احتفاظها بمستوى مقبول من العلاقات مع كوادر من النظام السابق، الذي يطرح النقاش في ليبيا، إمكانية إدماجهم في مسعى التوافق الوطني والمصالحة السياسية الليبية.