استخلص رابح عمار في بحثه لنيل شهادة الدكتوراه بأن الصحافة الالكترونية الجزائرية بقيت أسيرة تصور الطبعة الورقية بإعادة انتاج نفس الخطاب الذي يفتقر للسمات الاتصالية للصحافة الرقمية، كالنص المتشعب، التفاعلية، الوسائط المتعددة و التحديث. قررت لجنة مناقشة أطروحة الدكتوراه أول أمس بقسم علوم الإعلام و الاتصال بعد المداولة منح المترشح رابح عمار تقدير مشرف جدا مع توصية بطبع الأطروحة بالنظر للنوعية الجيدة للعمل المنجز و اصالته. رهن الباحث في أطروحته الموسومة" الصحافة الالكترونية و تحديات الفضاء الالكتروني- دراسة ميدانية للصحافة الالكترونية الجزائرية" نجاح نموذج الصحافة الرقمية بوجود قناعة راسخة يتقاسمها جميع طاقم التحرير و التقني بأهمية النشر على الواب، من خلال استراتيجية جماعية لتنظيم و تأطير قاعات التحرير لتتحول إلى ثقافة مهنية راسخة تتحكم في السلوك المهني لتجاوز مجرد تواجد الصحيفة في المشهد الإعلامي. و لقد توصل لهذه النتيجة من خلال معاينة المواقع الالكترونية لجرائد الخبر، الشروق، البلاد و الجمهورية و توزيع استمارات على مسيري هذه المواقع. استدل الباحث بتصريح لفاروق غدير مسير موقع " الخبر أونلاين" مفاده " أن الرهان حاليا هو توفر الشبكات الاجتماعية و المنصات على خواريزميات تقوم بفرز المعلومات حسب اهتمامات كل متلقي و هو ما يهدد بقتل مهنة الصحفي الذي كان يضطلع بهذه المهمة، و السبيل الوحيد لانقاد الصحفي هو أكثر احترافية لفرز المعلومة الصحيحة أو تاكيدها ضمن الوفرة المعلوماتية." اعترف الدكتور نصر الدين لعياضي الذي كان ضمن لجنة المناقشة " بأن هذا العمل الأكاديمي سيكون مرجع في التخصص بالنظر لافتقار المكتبة العربية لهذا النوع من الكتابات حول موضوع الصحافة الرقمية". و اعتبر أن "التخصص المزدوج للباحث بحكم حيازته على شهادة مهندس في الإعلام الآلي و ماستر من جامعة ميتز الفرنسية سمحا له بالتحكم أكثر في الموضوع تقنيا و نظريا". ضمت لجنة المناقشة كذلك الدكتور سعيدات حاج عيسى من جامعة الأغواط، الدكتورة فلة بن غربية رئيسا و الاستاذ بن لزعر سيد أحمد مناقشا من جامعة وهران 1 أحمد بن بلة، بالإضافة إلى الدكتور برقان محمد مشرفا و مؤطرا. أشار الدكتور سعيدات إلى صعوبة المقارنة بين واقع الصحافة الالكترونية في البلدان الغربية و ما هو حاصل في الجزائر بالنظر للفجوة الكبيرة بينهما. كما تطرق الدكتور بلزعر سيد أحمد إلى التحول الكبير في الصحافة الورقية من خلال الواب 0.3 الذي يعتمد على تطبيقات جديدة تسمح للمعلومة بالبحث عن المتلقي و ليس العكس و يؤدي الصحفي دور غربلة هذه المعلومات. كما ثمنت الدكتورة بن غربية أهمية الموضوع و ارتباطه الوثيق بواقع الصحافة الرقمية.