أدت فيضانات نتجت عن أمطار طوفانية تهاطلت في الوقت نفسه في مناطق شمال مالي والنيجر وأقصى جنوبالجزائر لقطع عدد من الطرق الرئيسية والفرعية، من بينها الطريق الدولي الرابط بين الجزائرومالي مرورا ببلدة الخليل، كما تسببت الأمطار والسيول في تدمير بعض البيوت وعزل مناطق رعوية يتواجد بها رعاة إبل. أدت أمطار طوفانية في ولايتي تمنراست وأدرار إلى الإضرار بالعشرات من البيوت الهشة، بشكل خاص في مناطق برج باجي مختار، تيمياوين بالمقاطعة الإدارية برج باجي مختار، وفي المقاطعة الإدارية عين ڤزام. وأعلنت وحدات الحماية المدنية في ولايات أدرار، إليزي وتمنراست عن حالة استنفار بعد هطول أمطار بكميات كبيرة في المناطق الحدودية بأقصى الجنوب. وقال مصدر مسؤول من ولاية تمنراست إن الوالي شكل خلية أزمة لمواجهة أي آثار ستترتب عن الأمطار التي أدت إلى سيول في أكثر من 7 وديان كبرى بالولاية، من بينها وادي تافسست الكبير ووادي تمنراست، وفي ولاية أدرار التي تشكلت بها خلية أزمة أيضا فقد قطعت وديان طرقا فرعية بالمقاطعة الإدارية في برج باجي مختار. وقد أدت أمطار طوفانية تساقطت في منطقة برج باجي مختار الحدودية، 650 كلم جنوب عاصمة الولاية أدرار، إلى نشر الذعر والخوف وسط السكان المحليين جراء تدفق السيول في الوادي الجاف في برج باجي مختار الذي يمتد إلى داخل الأراضي في دولة مالي، ما أدى إلى توقف حركة المرور في وسط المدينة بسبب تدفق السيول، كما تسبب في انهيار عشرات البنايات الطوبية الهشة وتشريد أكثر من 200 أسرة أصبحت دون مأوى.
تابعونا على " غوغل + "
وقد قال شهود عيان إن 3 أشخاص لا تتجاوز أعمارهم ال35 سنة أصبحوا الآن في عداد المفقودين بعدما فقد الاتصال بهم بعد اقترابهم من موقع السيول، ويعتقد أنهم قضوا غرقا في السيول. وأبلغ مواطنون من برج باجي مختار عن انهيار جزئي أو كلي لعدد من البيوت. وعاش سكان المنطقة الشمالية لبرج باجي مختار حالة ذعر وخوف جراء السيول التي حولت الطرقات إلى برك وأنهار وأغرقت مئات المساكن، لتفرض على قاطنيها مغادرتها أو الفرار إلى الشارع خوفا من الهلاك تحت الأنقاض، هذا بالإضافة إلى إتلاف كلي لشبكة المياه الصالحة للشرب التي تضررت قنواتها التي أنجزت بطريقة مغشوشة بمختلف الأقطار والانسداد شبه الكلي لمجاري المياه، حيث جرفت الأمطار أكوام من الأتربة والحجارة، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي في عدة أحياء من المدينة، ما زاد من معاناة السكان وصعب من مهمة تدخل أعوان الحماية. من جهتهم، تضرر مربو الإبل من هذه الأمطار التي أدت إلى هلاك أكثر من 280 رأس من الغنم والماعز. وذكر مصدر مسؤول من بلدية برج باجي مختار أن عملية إيواء المنكوبين سارت بخطوات سلحفاتية نظرا لمحدودية إمكانية مصالح البلدية، بالإضافة إلى فرق الإغاثة، باستثناء أعوان الهلال الأحمر الجزائري الذين سجلوا حضورهم بقوة، حيث قاموا بتوزيع مواد غذائية وأغطية على العائلات المنكوبة.