أجهضت المصالح الأمنية بالتنسيق مع حراس السواحل بالطارف، بداية من أوائل شهر سبتمر المنصرم، 5 محاولات للهجرة غير الشرعية بواسطة مراكب الموت، وهي الظاهرة التي كانت غائبة بالمنطقة بفضل "مداخيل" تهريب المرجان والوقود وأصبحت في خبر كان مع انعدام البرامج التنموية وأسواق التشغيل لآلاف البطالين. دخلت بداية من شهر سبتمبر الماضي 5 مواقع شاطئية بولاية الطارف الخريطة الساحلية لمرافئ انطلاق رحلات "الحراقة" نحو إيطاليا، وهذا ما كشفت عنه مصالح أمن ولاية الطارف من خلال 4 عمليات أجهضت خلالها محاولات تنظيم رحلات من شواطئ القالة، كاب روزا، الدراوش الحناية، والبطاح. وتعددت هوية المسجلين المؤهلين من مختلف بلديات الولاية وبلديات الولايات المجاورة قالمة وسوق أهراس، إثر كشف ذات المصالح الأمنية مواقع تجميع "الحراقة" قبل مواعيد رحلاتهم. المصالح الأمنية، حسب بياناتها الصحفية، أوقفت مجموعة من الأشخاص بمدينة القالة واستجوبتهم عن نشاطهم المشبوه، بعدما أوقفت شبانا غرباء عن المدينة اعترفوا بأنهم على موعد مع انطلاق رحلة غير شرعية من القالة إلى سواحل إيطاليا، بمساعدة أشخاص محليين تعرفت المصالح الأمنية على هوياتهم في تحرياتها بهذا الشأن، وأجهضت ما يحضر له من رحلات عبر مرافئ صيدية بشاطئي الميسيدا وكاب روزا بالقالة، وشاطئي الحناية والدراوش ببلدية بريحان، بعدما أسفرت التحريات عن عملية سرية لاكتتاب الراغبين في "الحرقة" من بلديات الولاية والولايات المجاورة، والشروع في تجميعهم بمدينة القالة استعدادا لرحلات الهجرة غير الشرعية من أحد الشواطئ الأربعة، حسبما تسمح به الأحوال الأمنية التي تراقب سواحل الطارف. وعلى مر السنوات الأخيرة كانت شواطئ الطارف في منأى عن رحلات الهجرة غير الشرعية، عدا شواطئ الشط والفرطاسة والبطاح بأقصى الساحل الغربي اللصيق مع شاطئ سيدي سالم بعنابة، وهي المواقع التي شكلت دعما لوجيستيا في تصليح وتهيئة القوارب للرحلات التي تنطلق من شواطئ عنابة. وتعتبر قرية سيدي مبارك الساحلية ببلدية بن مهيدي في الطارف الملجأ السري لتجميع المكتتبين من مختلف الولايات المجاورة، ومأوى انتظار الرحلات المبرمجة من شواطئ عنابة في الجوار القريب. وحسب المتتبعين المحليين للجوء الحراقة إلى استحداث مرافئ إقلاع جديدة من شواطئ ولاية الطارف، فإن من وراء ذلك عاملين أساسيين، يتعلق الأول بالبديل عن شواطئ عنابة التي اشتد عليها خناق الرقابة الأمنية وانتهت بفشل أغلب الرحلات، والعامل الثاني استجابة وترحيب بالبلديات الساحلية القالة وبريحان وبن مهيدي لاستغلال المرافئ الصيدية المعزولة لفائدة انطلاق الرحلات، خاصة أن شواطئ الطارف تعرف هي الأخرى رقابة مشددة على استخراج المرجان الذي كان يوفر مداخيل مادية لآلاف العائلات من سكان الساحل تسترزق، أبا عن جد، من هذه المادة النفيسة التي تهرّب إلى أسواق تونس ومنها إلى الدول الأوروبية، إضافة إلى فئات أخرى من البلديات الحدودية كانت تسترزق من تهريب الوقود الذي توقف تبادله على الحدود نهائيا، فانقطعت مداخيل مئات الأشخاص من المرجان والوقود ودخلوا عالم البطالة، وأضحت "الحرقة" ملاذهم الوحيد، وهو ما جلب أنظار "بارونات" الهجرة غير الشرعية للمنطقة لاستحداث مواقع شاطئية مرفئية لقوارب "الحراقة".