تمكن أربعة شبان ينحدرون من بلدية زريزر بولاية الطارف، بحسب ما علمناه من مصادر مقربة من عائلاتهم، من الوصول إلى مدينة سردينيا الإيطالية بعد إبحارهم في ليلة السابع والعشرين من رمضان، على متن قارب صيد، رفقة أتراب لهم من عنابة وبعض البلديات المجاورة، ويتعلق الأمر بكل من د. بلال 22 سنة، ح. عز الدين 26 سنة، ت. وليد 23 سنة وم. بن مراح 22 سنة. وكان المعنيون قد حاولوا في مرات سابقة القيام بهجرة غير شرعية باتجاه الضفة المقابلة، ولكنها باءت بالفشل إلى أن تمكنوا هذه المرة من النجاح والوصول إلى الأراضي الإيطالية بعد أن أمّن لهم أحد المختصين الرحلة ليلا مقابل مبالغ مالية قاربت مائة مليون سنتيم للفرد الواحد انطلاقا من شاطئ سيدي مبارك ببن مهيدي، وقد اتصلوا بعائلاتهم عن طريق الهاتف والفايسبوك ونشروا صورا لهم منذ بداية الرحلة إلى غاية وصولهم إلى سردينيا حيث ضبطتهم الجهات الأمنية هناك وفتحت معهم تحقيقا أمنيا ثم انتقلوا إلى مدينة كالياري ومدن أخرى. هذا، وعاشت عائلات الحراقة على أعصابها خشية أن يكونوا قد أصيبوا بمكروه إلى غاية أن تأكدوا لدى أفراد خفر السواحل واطلعوا على الصور والفيديوهات المنشورة عبر صفحاتهم بأنهم قد وصلوا بسلام، بينما ذكر مصدر أن أحدهم قد ترك والدته المريضة على فراش الموت وشقيقته، اللتين كانتا يعيلهما بنشاطه التجاري الحر، في حالة يرثى لها بعد أن غادرهما وتركهما من دون معيل، وتعيش الطارف الساحلية رمضان لا يشبه سابقيه بعد أن أصبحت الحرقة حلم الكثير من الشباب، حيث تم نهاية الأسبوع الماضي إحباط عمليتين للهجرة السرية من شواطئ الولاية، الأولى من شاطئ القالة والثانية من شاطئ البطاح ببلدية بن مهيدي، في نفس الولاية.