يتجه خير الدين زطشي إلى تكبيد الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خسارة مالية لا تقل عن 1.5 مليون أورو، بسبب قرارات غير مدروسة في قضية تعيين ثم إقالة المدرّب الإسباني لوكاس ألكاراز ومساعديه، حين وجد نفسه مضطرا تحت ضغط الشارع والوزير الهادي ولد علي لإحداث تغيير فوري على رأس العارضة الفنية ل "الخضر". أسرّ مصدر عليم بأن "الفاف" لم تسدّد، إلى غاية صباح أمس، أية مستحقات مالية للمدرّب الوطني السابق ألكاراز ومساعدَيه، ولم تباشر أية إجراءات على مستوى البنك، في وقت يتكتّم زطشي عن طريقة "إنهاء مهام" المدرّب الإسباني الذي تزامن مع ظروف استثنائية مرّ بها رئيس "الفاف" الذي رضخ للضغوط ووجد نفسه مرغما على الإعلان بصفة رسمية عن تعيين رابح ماجر مدرّبا جديدا للمنتخب، قبل أن يتوصّل إلى أي اتفاق مع سابقه ألكاراز بشأن قيمة التعويض المالي مقابل فسخ عقده ومساعديه. اعتماد "الفاف" لسياسة الضبابية في التعامل بشأن عقد ألكاراز، وما سيترتّب عنه من خسارة مالية للهيئة الكروية الجزائرية بسبب خطأ رئيسها، مؤشّر قوي بأن الكرة الجزائرية أصبحت في يد مغامرين على مستوى المكتب الفدرالي الجديد، المتكوّن من أعضاء فاقدين للنظرة الشاملة وللاستراتيجية الحقيقية والخبرة الكافية، على الأقل في طريقة صياغة عقد مدرّب وطني يضمن أبسط الحقوق للاتحادية في حال وجدت نفسها مجبرة على "إنهاء المهام" قبل انتهاء مدة العقد. وقياسا بالراتب الشهري للمدرّب ألكاراز المقدّر ب60 ألف أورو، ومدة العقد التي تنتهي بانتهاء "كان 2017"، فإن "الفاف" التي فسخت عقدها مع المدرّب الإسباني، وأعلنت عن ذلك رسميا على موقعها الرسمي دون أن يشمل البيان مصير المساعدَين، مرغمة على تسديد 21 راتبا شهريا لألكاراز باحتساب شهري نوفمبر وديسمبر لسنة 2017 و12 شهرا لسنة 2018 و7 أشهر من 2019، كون نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة تنتهي في جويلية 2019، ويضاف إلى ذلك 21 شهرا لكل من المساعدَين اللذين غادرا أيضا مع ألكاراز، ما يرفع قيمة التعويضات المالية المفروض تسديدها إلى المدرّب الإسباني 1.26 مليون أورو، فضلا عن مستحقات المساعدين المقدرة بنحو 210 ألف أورو، لتقترب فاتورة "الخطأ البدائي" للرئيس زطشي من 1.5 مليون أورو. ولن تتوقف المهزلة التي يحرص زطشي على إخفائها عن الرأي العام عند هذا الحد، بل تشمل أيضا "أعباء إضافية" للاتحادية في نفس الفترة التي سيتقاضى عنها ألكاراز ومساعداه مستحقاتهم كاملة دون عمل، إذ يتعين تسديد مستحقات رابح ماجر المقدّرة حسب مصدر عليم بنحو 25 ألف أورو، فضلا عن رواتب شهرية كبيرة لمساعديه، ومثلها للمدير الفني الوطني الجديد وللمدير الجديد للمنتخبات الوطنية، إلى جانب مدربي الحراس عزيز بوراس وأمحمد حنيشاد، بما يعادل قيمة مليار سنتيم شهريا للمدربين الجزائريين ستسددها "الفاف" على منتخب حوله زطشي وقبله روراوة إلى أتعس المنتخبات الإفريقية على الإطلاق. القرارات الارتجالية والسياسة الهاوية في تسيير الاتحادية ستجعل زطشي يخسر قضيته مع المدرّب الإسباني، لأن بنود العقد والإعلان عن ترسيم ماجر ومساعديه إيغيل ومنّاد يضع المدربين الأجانب في موقع قوة على مستوى "الفيفا" ويجعلهم يرفضون أي حل بالتراضي، خاصة ألكاراز الذي لم يكن يحلم يوما بتلقي "هدية" بمليون ونصف المليون أورو خلال مشواره التدريبي.