تتنامى موجة تسليم الإرهابيين أنفسهم للسلطات العسكرية بولايات الجنوب الجزائري، بشكل لافت منذ أواخر عام 2017 وبداية العام الجديد 2018، وفسّر ذلك بالحصار الذي بات مفروضا من قبل مفارز الجيش الجزائري، على المجموعات الإرهابية بالمناطق الجنوبية وتشديدها الخناق على المعابر التي استكشفها الإرهابيون، للعبور إلى مالي والنيجر. وقد استرجعت وحدات الجيش الجزائري، ترسانة من الأسلحة الحربية، دلّ عليها الإرهابيون الذين سلّموا أنفسهم للسلطات العسكرية، التي ضبطت أسلحة ثقيلة، منها مدافع ورشاشات وقنابل وراجمات صواريخ وغيرها، تم إدخالها عبر المناطق الحدودية الجنوبية الشاسعة، وكذلك الأمر بالنسبة للمناطق الحدودية الشرقية على تخوم الحدود مع ليبيا. وسّلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية بالناحية العسكرية السادسة بتمنراست، أول أمس، وبحوزته مسدسا رشاشا من نوع كلاشنيكوف ومخزني ذخيرة مملوءين. ويتعلق الأمر بالمسمى "أ. عبدالله" المكنى "عبد الرحمان". وأفاد بيان لوزارة الدفاع الوطني، اليوم، أن ذلك، "تم في إطار مكافحة الإرهاب وبفضل الجهود المتواصلة لقوات الجيش الوطني الشعبي". مضيفا أن "هذه النتائج الميدانية تؤكد مرة أخرى جاهزية واستعداد وحدات الجيش الوطني الشعبي المرابطة على الشريط الحدودي للبلاد للتصدي لكل محاولات المساس بحرمة وسلامة التراب الوطني". وتأتي هذه العملية بعد أيام قليلة من تسليم إرهابي آخر نفسه للسلطات العسكرية بولاية تمنراست بالناحية العسكرية السادسة جنوبا، ويتعلق الأمر بالمسمى "ك. محمد"، الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2006. وعلى إثر ذلك تم استرجاع أسلحة متطورة، منها مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف وست قذائف من نوع RPG7 وثلاث قذائف هاون، وكلغ من مادة "تي آن، تي" التي تستخدم في صناعة المتفجرات"، كما تم استرجاع مخزنين (02) لرشاش كلاشنيكوف مملوءين. وقبلها بيومين، سّلم إرهابي ثالث نفسه، يوم 04 جانفي للسلطات العسكرية بالناحية العسكرية السادسة بتمنراست. ويتعلق الأمر بالمسمى "ق. حمزة "، وهي العملية التي تم من خلالها استرجاع كمية معتبرة من الأسلحة، منها الثقيلة. وخلال نفس الفترة سّلم إرهابي نفسه بنفس المنطقة بالناحية العسكرية السادسة. ويتعلق الأمر ب "ع. أق غالي"، المدعو "أبو يحي" الذي كان بحوزته مسدسا رشاشا من نوع كلاشنيكوف ومخزنا مملوء، الإرهابي كان قد التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2014. وكانت وزارة الدفاع الوطني، أعلنت عن حصيلة نشاط الجيش خلال عام 2017، أكدت من خلالها أن عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم تجاوز ال 30 إرهابيا. كما تم القضاء على 91 مسلحا وتوقيف 40 آخرين، وتم استرجاع كميات هائلة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة. ورفع الجيش من تعداد وحداته القتالية المختصة بمكافحة الإرهاب على الحدود مع مالي والنيجر، وأيضا على الحدود الشرقية مع ليبيا. وتتخوف الجزائر من خطر العائدين من ساحات القتال في سوريا والعراق وليبيا خاصة المنضوين تحت لواء تنظيم الدولة بعد الحصار الذي فرض على عناصره في معاقله الأولى.