شهدت مدينة جرادة شرق المغرب اليوم السبت ولليوم الثالث على التوالي مسيرات احتجاجية ضخمة جابت شوارع المدينة تنديدا بعجز السلطات المغربية عن توفير الحماية لشباب المدينة الذين لقي عدد منهم مصرعه خلال عمليات التنقيب على مادة الفحم في محاولة لكسب قوت يومهم في ظل غياب برامج التنمية. وجاءت المسيرة بعد دفن أهالي جرادة ظهر اليوم ضحية ثالثة من هؤلاء الشباب الذي توفي خلال عملية تنقيب كان يقوم بها بآبار الفحم بمنطقة حاسي بلاب بالمدينة.
وأظهر فيديو بثه نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مسيرة حاشدة شارك فيها الآلاف من الغاضبين من سكان جرادة للتعبير عن امتعاضهم لغياب حلول ناجعة لمشكل "الآبار لاستخراج الفحم" و التي يلجأ اليها سكان المدينة في ظل اهمال السلطات لهم و غير مبالاتها بمعانتهم واحتياجاتهم اليومية, اذ صاروا يعتمدون على أنفسهم للاسترزاق على غرار محاولة التنقيب عن الفحم لكسب قوتهم "رغم المخاطر التي قد تشكلها مثل هذه المغامرة" وفق ما يقول حقوقيون من المغرب.
كما أوضح شريط الفيديو تجمهرا غفيرا جدا للسكان حيث أفادت مصادر متطابقة بأنهم توجهوا نحو عمالة (بلدية) المدينة للتعبير عن "استنكارهم لاستمرار حالات الموت المأسوي جراء عمليات التنقيب عن مادة الفحم الحجري".
وأظهرت الشعارات التي رفعها المتظاهرون تشبث سكان جرادة -الذين يعيشون تحت حصار أمني مضروب على المدينة - بإيجاد بديل اقتصادي يحول دون تكرار وقوع نفس الحوادث المأسوية وفق التقارير الإعلامية.
و كان شقيقان من سكان جرادة في عقدهما الثالث لقيا مصرعهما في أواخر ديسمبر الماضي تحت الأنقاض على مستوى حي المسيرة بمدينة جرادة فيما نجا شخص ثالث من موت محقق, وذلك أثناء عمليات التنقيب على مادة الفحم الحجري داخل بئر قبل أن تجرفهما المياه نحو المجهول.