تحذيرات من توسع رقعتها الاحتجاجات الشعبية تتجدد في المغرب تجددت الاحتجاجات الشعبية في مدينة جرادة شمال المغرب للأسبوع الرابع على التوالي للمطالبة بالتنمية والعدالة ورفع التهميش عن المنطقة التي تعد من أفقر مدن البلاد في الوقت الذي حذرت فيه تقارير من توسع رقعة الاحتجاجات على خلفية الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السيئة التي تعيشها شريحة كبيرة من المجتمع المغربي والمرشحة للتفاقم مع قرار الحكومة مؤخرا تعويم الدرهم. والمتتبع للحركة الاحتجاجية التي يشهدها المغرب منذ فترة يظهر له جليا إصرار حراك جرادة على التظاهر بشكل يومي تقريبا وليس عبر خرجات أسبوعية كما كان الحال إلى حد ما بالنسبة ل حراك الريف . فمن المقرر - وفقا للبرنامج الاحتجاجي لهذا الأسبوع - تنظيم مسيرة نحو حي (حاسي بلال) اليوم الأربعاء وإضراب عام في المدينة يوم الجمعة ومسيرة إقليمية يوم السبت بينما سيخصص يوم الخميس للنقاش داخل أحياء المدينة وذلك غداة المسيرة الاحتجاجية الشعبية التي خرجت أمس الاثنين باتجاه ساحة الشهداء أين تم إعلان البرنامج النضالي الذي اتّسم بالتصعيد والتنويع في أشكال الاحتجاج. وكانت الاحتجاجات في مدينة جرادة قد انطلقت يوم 22 ديسمبر الماضي - بعد مصرع الشقيقين نجدوان والحسين الدعيوي (23 و30 عاما) في انهيار منجم فحم مهجور في المدينة - وطالبت الحكومة بتنفيذ تدابير لمكافحة الفقر وإرساء التنمية والعدالة ورفع التهميش عن المدينة. وندد المتظاهرون بتعرض السكان للخطر خلال العمل في مناجم الموت أين يغامر المئات بحياتهم كل يوم لكسب لقمة العيش بسبب الظروف المعيشية الصعبة. وكان نحو تسعة آلاف عامل يعملون في منجم جرادة للفحم 1927 - 1998 قبل إغلاقه. وكان النشاط المنجمي يشكل المورد الرئيسي لسكان المدينة الذين تراجع عددهم منذ من 60 ألفا إلى أقل من 45 ألف نسمة. ويتهم المحتجون أعيانا محليين باستخراج الفحم بثمن زهيد من مناجم مغلقة رسميا. وحسب أرقام المندوبية السامية للتخطيط - هيئة الإحصاء الرسمية في المغرب - فإن جرادة تعد من أفقر مناطق المملكة المغربية.