كشفت المباراتان الوديتان اللتان لعبهما “الخضر” في شهر مارس الجاري، خسارة المدرب الوطني رابح ماجر رهان التحكم في التشكيلة الوطنية وثقة بعض كوادر المنتخب. لم يكتف الطاقم الفني الوطني بعدم تحكمه وهضمه للخطة التكتيكية الواجب انتهاجها في المباراتين أمام تانزانيا (3/4/2/1) وإيران (4/1/2/3)، فحسب، بل أحدث شرخا بينه وبين بعض الكوادر في التشكيلة الوطنية، ممن خسر ثقتهم، إثر عدم تجرعهم للتغييرات العشوائية التي قام بها المدرب الوطني رابح ماجر والتي أثبتت مرة أخرى عدم امتلاكه للوصفة المناسبة، على عكس ما صرح من قبل، حينما قال عبر الموقع الرسمي للفاف، إنه تمكن من إعادة الاعتبار للمنتخب الوطني، وأن القائمة التي أعدها للمواجهتين أمام تانزانيا وإيران مدروسة بشكل جيد، قبل أن يضيف بعد مباراة تانزانيا وعبر الموقع ذاته أن المنتخب الوطني في تحسن مستمر “بدليل المحافظة على ديناميكية الفوز”. هني ومحرز يدفعان ثمن خطأ ماجر صحيح أن النتيجة لا تهم في مثل هذه المواعيد التحضيرية، بقدر ما تهم بصمة المدرب على التشكيلة الوطنية، وهو ما لم نشاهده إطلاقا في مباراة أول أمس، بعد أن عبر العديد من اللاعبين عن غضبهم لطريقة ماجر في تسيير المقابلة، بدءا بلاعب وسط الميدان الهجومي لسبارتاك موسكو الروسي، سفيان هني الذي أهانه ماجر بعد أن قام بتغييره في الدقيقة ال30 من المباراة، بعد أن شاهد ماجر بعينيه الخطة “الكارثية” التي انتهجها في بداية المقابلة والتي كلفت المنتخب تلقيه هدفين في العشرين دقيقة الأولى. هني ليس اللاعب الوحيد الذي دفع ثمن خيارات ماجر الخاطئة، بل دفع الثمن أيضا لاعب ليستر سيتي الإنجليزي رياض محرز، الذي لم يفهم سبب تغييره في الدقيقة ال68، رغم أن الخاص والعام، يدرك أنه اللاعب الوحيد الذي بإمكانه قلب موازين قوى أي مقابلة في أي ثانية، وهو ما عبر عنه لاعب “الثعالب” لحظة تغييره، حيث بدا غاضبا، خاصة وأنه كان يقوم بدوره على أحسن ما يرام فيما يخص التنشيط الهجومي. تايدر على خطى بن طالب سفير تايدر، لاعب مونريال الكندي، هو الآخر خرج غاضبا على خيارات المدرب الوطني رابح ماجر، حيث تجاهله الطاقم الفني في المباراتين الوديتين، دون أن يلعب ولو دقيقة واحدة، رغم أن العديد من التقنيين، أكدوا أن مكانة تايدر في وسط الميدان الدفاعي واضحة وضوح الشمس. غضب تايدر جعله يعلنها صراحة لمناجير المنتخب الوطني حكيم مدان، حين أكد له أنه لا ينوي العودة مجددا للمنتخب في حالة عدم وضع الثقة فيه. رقعة المغضوب عليهم من أمثال فيغولي والحارس رايس وهاب مبولحي، أو الغاضبين على طريقة ماجر اتسعت بشكل رهيب في شهر مارس الجاري، لتشمل أيضا لاعب شالك الألماني نبيل بن طالب الذي اتضح من خلال التدريبات الجماعية التي أجراها فريقه الألماني وكذا تصريح مدربه في النادي أنه غير مصاب، وأن مغادرته لتربص “الخضر” بعد مباراة تانزانيا، ليس بسبب الإصابة كما روج له الموقع الرسمي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، شأنه شأن ياسين براهيمي، لاعب بورتو البرتغالي. وبين هذا وذاك، يبقى الأكيد أن مهمة “تحطيم” المنتخب الجزائري وإحداث الفتنة بين لاعبيه، متواصلة وبشكل مبرمج، فبعد تصريحات رئيس الفاف، بعد هزيمة زامبيا في تصفيات المونديال الروسي الذي تحدث عن خمسة لاعبين، جاء الدور هذه المرة على المدرب رابح ماجر الذي يواصل المهمة بكل ثبات.