أكدت المباراة التي لعبها المنتخب الوطني، أمس، في ملعب الاستقلال بالعاصمة الغامبية بانجول، أن عملا كبيرا ينتظر المدرب الوطني جمال بلماضي، رغم نقطة التعادل التي عاد بها "الخضر" أمام "العقارب"، وهي النقطة التي تبقي رفاق العائد رايس وهاب مبولحي في صدارة المجموعة الرابعة، في هذه التصفيات المؤهلة إلى "كان" 2019، في انتظار مباراة اليوم بين الطوغو والبنين. تيقن المدرب الوطني جمال بلماضي أن ورشة كبيرة في انتظاره لإعادة هيبة المنتخب الجزائري التي لم تظهر أمس في ملعب الاستقلال، الذي لم يكن صالحا لإجراء مباراة في كرة القدم، ناهيك عن الظروف التي لعبت فيها المقابلة والتي تأجل انطلاقها لأكثر من ساعة ونصف ساعة، بسبب التواجد المكثف لأنصار المنتخب المحلي بالقرب من أرضية الميدان. أرضية الميدان ليست السبب الرئيسي وراء الظهور المحتشم للمنتخب الوطني، بل نوعية التركيبة البشرية التي وظفها المدرب الوطني في أول اختبار له على رأس العارضة الفنية، فالظهير الأيسر ل"الخضر" فارس لم يقدم ما كان منتظرا منه في الرواق المخصص له، شأنه شأن القاطرة الدفاعية للمنتخب التي ارتكبت أخطاء كلفت المنتخب هدفا أمضاه الغامبي سيزاي في الدقيقة ال 48، أي دقيقة واحدة فقط بعد فتح بونجاح باب التسجيل بعد عمل فردي. إشكالية الدفاع بدت واضحة الآن للاعب السابق لأولمبيك مارسيليا بعد مباراة غامبيا، والمأمورية ستكون صعبة بالنسبة له، خاصة في ظل نوعية لاعبي الدفاع سواء المدعوين أو غير المدعوين، وهو ما يحتم على بلماضي الاعتماد على المنظومة الدفاعية ككل وليس القاطرة الخلفية. وفي هذا السياق، قال المدير الفني الوطني السابق، توفيق قريشي، ل"الخبر"، إن بلماضي في مباراة أمس اعتمد على الثلاثي بن طالب وبراهيمي وتايدر في وسط ميدان، "وهو وسط ميدان ذو نزعة هجومية أكثر منه دفاعية، وهو ما يعني أن بلماضي سيراجع حساباته مستقبلا في المباريات القادمة"، على حد تعبير قريشي الذي أضاف: أن "عملا كبيرا ينتظر المدرب الوطني". وبالرغم من الوجه الشاحب الذي ظهر به المنتخب الوطني طيلة ال 90 دقيقة، إلا أننا لا يمكننا بأي حال من الأحوال الحكم على بلماضي ولا حتى على اللاعبين، اللهم إلا النقطة الإيجابية التي تحسب لبلماضي، وهو تمكنه من إعادة شمل لاعبي المنتخب، وهو ما يفسر التصريح الذي أدلى به القائد الجديد ل"الخضر"، ياسين براهيمي، الذي قال بعد نهاية المقابلة: "فخور بانتمائي لهذه المجموعة" وقبله تصريح سفيان فيغولي، العائد إلى المنتخب بعد غياب دام 11 شهرا من آخر ظهور له مع المنتخب، حينما قال: "كلنا سواسية في المنتخب، وهمنا الوحيد حاليا هو إعادة سكة المنتخب وإعادة هيبته". ويبقى الأكيد أن بلماضي قد انتبه للعديد من العيوب والأخطاء في هذه المباراة الرسمية، سيسعى لتصحيحها مستقبلا، خاصة أن المنافسة ستشدد بمواجهة منافسين أقوياء، على عكس المنتخب الغامبي الذي فرح كثيرا بالتعادل لتواضع مستواه.