رفع ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، "فزاعة" الخطر الإيراني في شمال إفريقيا، ليطلب صراحة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التدخل والمساعدة باعتباره ينفذ سياسة تتبنى مواجهة إيران. وذهب بوريطة إلى حد اعتبار أن نزاع الصحراء الغربية، لا يعدو كونه جزءا فقط من المشكلة، ولا يرقى إلى التهديد الإيراني. فيما يبدو أنه تحوّل جديد في السياسة المغربية بالمنطقة، أدرج ناصر بوريطة قضية الصحراء الغربية التي شكّلت لعقود ملفه الدبلوماسي الوحيد، ضمن مواجهة مزعومة كبرى تقودها بلاده ضد الخطر الإيراني في منطقة شمال إفريقيا وشرقها. واختار بوريطة الموقع الإخباري "بريت بارت" لينظر إلى هذه الفكرة الجديدة التي تتلاقى في أهدافها مع سياسة الإدارة الأمريكية ذات التوجه اليميني المحافظ التي تنظر بعداء شديد لإيران. وقال وزير الخارجية المغربي في المقابلة، إن بلاده على الرغم من رفضها المقترح الأمريكي بإجلاس المغرب وجبهة البوليساريو على طاولة المفاوضات، إلا أنها تعتبر حل هذا النزاع بإمكانه أن يحل جزءا من المشكلة. وأضاف أن هذا "سيساهم في استقرار شمال إفريقيا ومساعدة المغرب وباقي دول المنطقة لمواجهة هذا الهجوم الإيراني". وأوضح بوريطة أن حل هذا النزاع سيكون له تأثير عميق على السياسة العربية في المدى المتوسط والطويل، من خلال تقوية الدول ذات التوجه المعتدل. وأضاف: "كما تعلمون، فإن شمال إفريقيا لها منظور مختلف حول مشاكل العالم العربي، لأننا قريبون من أوروبا وبعيدون عن الشرق الأوسط. وجهة نظرنا حول مشاكل الشرق الأوسط قد تكون مختلفة. اليوم، ليس لدينا أي دور نلعبه؛ لأننا منقسمون ومختلفون، نحن والجزائر وتونس وليبيا الغارقة في الفوضى". وأبدى الوزير المغربي بعد هذا العرض، دعمه لسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعادية لإيران، وقال صراحة إن بلاده ترى في إدارة ترامب فرصة لها، لأنها واضحة في موقفها من إيران. وحاول بوريطة تبرير هذه النظرة الجديدة، باتهام إيران بنشر التشيع في بلاده عبر ملحقها الثقافي في الرباط، "الذي كان يوزع منحا دراسية وصل عددها إلى 120 في السنة بالمدينة الدينية قم"، وقال الوزير المغربي إن التأثير الإيراني امتد إلى غاية النخبة المغربية في بلجيكا التي تتعرض – حسبه - لعملية تشييع. وفي سياق اجتهاده لإيجاد تبرير منطقي، عاد بوريطة للحديث عن "العلاقة المزعومة بين حزب الله اللبناني وجبهة البوليساريو المطالبة باستقلال الصحراء الغربية"، مستعرضا – حسب الموقع - "وثيقة تحوي اتصالات مفترضة بين قيادات حزب الله وجبهة البوليساريو في بيروت ثم في الجزائر". وزعم وزير الخارجية المغربي أن "أعضاء حزب الله كانوا يتجنبون الحديث باللهجة اللبنانية حتى لا تكتشف هويتهم". وقال بوريطة إنه يعتقد أن "جبهة البوليساريو لا تمثل سوى جزءا من المقاربة الهجومية لإيران في شمال إفريقيا وغربها". وقال في هذا الصدد: "إننا نلاحظ نشاطات مشابهة في السنغالوغينيا وكوت ديفوار، وحتى في غينيا بيساو". وأبرز أن هذه المنطقة "كان فيها تقليديا وجود ديني مغربي، لكن خلال العشر سنوات أخيرة لاحظنا تزايد الحضور الديني الإيراني عبر حزب الله وإيران، من خلال تشييد المساجد الشيعية وإنشاء المنظمات ذات الغطاء الخيري". وسبق للجزائر أن ردت على الاتهامات المغربية المفاجئة، في ماي الماضي، حول وجود تنسيق بين جبهة البوليساريو وعناصر من حزب الله اللبناني على الأراضي الجزائرية، الذي على أساسه بنى المغرب قرار قطع علاقاته مع إيران. وقامت الخارجية باستدعاء السفير المغربي لإبلاغه رفض السلطات الجزائرية لتصريحات وصفتها بأنها أقحمت الجزائر في الموضوع وبأنها لا أساس لها. من جانبها، نفت إيران اتهامات المغرب لها بتسهيل عمليات إرسال أسلحة لجبهة البوليساريو. وذكر مسؤولوها أن هذا "الاتهام مرفوض ولا أساس له من الصحة ويفتقد لأدنى دليل". وفي السياق نفسه، نفى حزب الله اللبناني اتهام المغرب له، وعزا ذلك إلى وجود "ضغوط أمريكية وإسرائيلية وسعودية لتوجيه هذه الاتهامات الباطلة".