يلعب المغرب ورقة إيران من أجل الحصول على دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية بخصوص قضية الصحراء الغربية حسب ما نشره الموقع الأمريكي "آل مونيتور" مشيرا إلى الانتهازية السياسية للرباط التي تحاول زعزعة الموقف الأمريكي إزاء هذا الملف عن طريق اللوبي الصهيوني بواشنطن. وذكر الموقع الأمريكي، غداة زيارة وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى واشنطن أن "المغرب استغل الموقف العدائي لإدارة ترامب تجاه إيران من أجل الدفاع عن مطالبه بخصوص إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه". وأبرز أن المغرب يطمح من خلال اتهامه إيران بتسليح جبهة البوليساريو "إلى إقناع الولاياتالمتحدةالأمريكية بالتراجع عن دعمها القديم لإجراء استفتاء الاستقلال بهذا الإقليم المحتل والغني بالثروات الطبيعية". ولتسليط الضوء على هذه الانتهازية السياسية التي أبانت عنها الرباط فقد ذكر "آل مونيتور" بمزاعم رئيس الدبلوماسية المغربية بموقع اليمين المتطرف “برايتبارت نيوز” حيث لم يخف إرادة المغرب في استغلال الأزمة بين طهرانوواشنطن". وأكد بوريطة لذات الموقع قائلا "نملك فرصة مع هذه الإدارة ويجب أن نحرك الأمور إذ لدينا كذلك فرصة أخرى كون موقفها (الولاياتالمتحدة) واضح تجاه إيران". وفي رده على هذه المزاعم الكاذبة صرح مولود سعيد، ممثل جبهة البوليساريو بواشنطن، ل"آل مونيتور" بأن المغرب "اختلق هذه الكذبة" من أجل الاستفادة من انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران وكذا من أجل إرضاء حلفائها السنيين. وتابع المسؤول الصحراوي يقول "لقد حاولوا من قبل القول إننا شيوعيون ولكن الأمر لم ينجح، ثم زعموا أننا ننتمي إلى القاعدة ولكن ذلك لم يجد نفعا". وأشار الموقع الأمريكي إلى أن أحدث تقرير حول مكافحة الإرهاب الصادر عن كتابة الدولة وكذا تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، لم يشيرا إلى وجود روابط بين جبهة البوليساريو وحزب الله، إذ اتهم بوريطة باطلا الحزب الشيعي اللبناني بتنصيبه لجنة دعم لجبهة البوليساريو. وكشف "آل مونيتور" أنه طلب ردا من كتابة الدولة حول هذه الاتهامات إلا أنها طلبت منه أن يطرح ذلك على الحكومة المغربية التي أطلقت هذه الادعاءات. وأبرز نفس الموقع الأمريكي أن لجوء المغرب إلى وسائل إعلام أمريكية مناصرة للوبي الصهيوني لليمين المتطرف والقريبة من الرئيس ترامب تشير إلى وجود "استراتيجية متعمدة" للتأثير على الإدارة الحالية. وقدم الموقع دليلا يدعم تأكيداته وهو الحوار الذي أدلى به بوريطة لموقع بريبارت نيوز أجرته كارولين قليك وهي مستشارة سابقة للوزير الأول الصهيوني بنيامين نتانياهو. وحسب ذات المصدر فإن كاتبة الافتتاحيات السابقة في "جيروسلام بوست"، الصحفية كارولين قليك كانت قد التحقت بموقع ببريبارت نيوز في جانفي الماضي، وتعتبر الآن أحد أهم الأذرع الإعلامية للمغرب بواشنطن. وذكر موقع المونيتور أنه في ماي الماضي نشرت قليك مقالا يدعو الولايات لمتحدة الأمريكية إلى "دعم المغرب ضد إيران" مدعية أن الملحق الثقافي بسفارة إيران في الجزائر أمير موساوي ينشط لجلب دعم عسكري لجبهة البوليساريو". وفي حوار لها مع وزير الخارجية المغربي أشارت الصحفية الأمريكية الصهيونية إلى أنها تحوز وثيقة فيها تفاصيل الاتصالات المزعومة لجبهة البوليساريو مع حزب الله في لبنانوالجزائر التي استلمتها من السلطات المغربية. ولم تنشر الصحفية هذه الوثيقة وقالت سفارة المغرب بواشنطن إنها لم تكن تحوز نسخة عندما تواصلت مع موقع المونيتور للتحقق من هذه الادعاءات بصورة مستقلة. واتضح الدور الفعال للوبي المساند لدولة الاحتلال، جليا من خلال الدعم الذي قدمه المدير العام السابق لوزارة الشؤون الخارجية الصهيونية والرئيس الحالي لمركز القدس للشؤون العامة ضور قولد الذي ردد على نطاق واسع ادعاءات الرباط. وفي الولاياتالمتحدة يأتي تقرب المغرب من وسائل إعلام اليمين المتطرف في إطار إعادة هيكلة واسعة لشبكات ضغطها في واشنطن. ع. س