حلت، أمس، الذكرى ال23 لاغتيال رئيس تحرير “الخبر” الأسبق، عمر أورتيلان، من قبل أيادي الغدر يوم 3 أكتوبر 1995، بالقرب من دار الصحافة بأول ماي بالجزائر العاصمة. ما تزال أسرة “الخبر” تتألم لرحيل عمر أورتيلان المفجع. ويندرج اغتياله ضمن أيام عصيبة وفترات ألم فظيع، فقد كان بمثابة المدافع عن الحق في وقت كان الناطقون به يعدون على أصابع اليد. أحب أورتيلان الجزائر ودافع عنها بقلمه البسيط، وأفكاره التي تندرج ضمن سياق أفكار ما بعد الانفتاح الديمقراطي عقب أحداث أكتوبر 1988. عمل أورتيلان في البداية كصحفي في القسم الوطني، لكنه سرعان ما اختير في منصب رئيس التحرير، بسبب تفانيه في العمل وقدرته على إبراز الجانب الإنساني في التعامل مع الصحفيين من الجيل الجديد الذي بدأ تجربته الصحفية مباشرة مع انطلاق عملية الانفتاح السياسي، فكان بمثابة الجسر بين جيلين من الصحافيين. آمن بصدق في إعلام صادق وموضوعي، وأراد أن يجعل من ‘'الخبر'' مؤسسة إعلامية مستقلة فعلا، فكان من السباقين إلى الدعوة إلى المصالحة بين مختلف التيارات السياسية التي دخلت مرحلة الديمقراطية بعقلية التصادم، بدل التعايش. وللتعبير عن أفكاره، خصص لنفسه عمودا يوميا، كان يصدر في الصفحة الثالثة من يومية ‘'الخبر''، بشكل عادي من غير تسمية، وكان يمضيه باسم مستعار هو ‘'بوجمعة''. وحظي العمود باهتمام وشغف كبيرين من قبل القراء، الذين وجدوا فيه دعوة صريحة إلى السلم المدني. وكان عنوان آخر عمود كتبه ‘'بوجمعة'' هو ‘'أيها السلم تجلّ''. لقد رحل أورتيلان وهو في ريعان الشباب، ولم يكن يتجاوز ال37 ربيعا، وترك فراغا كبيرا، لكن ذكراه لا تزال تملأ ذاكرة زملائه. ورغم قسوة الفراق، لكن يبقى الأمل الذي طالما كتب عنه وعاش لأجله، قائما. عزاء أسرة “الخبر” اليوم في ثلاثة أشياء، أنه ترك صورة طيبة وجميلة، كلما تحدث أحدهم عنه إلا وكان سمعا طيبا، وخلفه الطيب، وابنه “حمزة” الذي كبر، وأصبح شابا يافعا، و”الخبر” عائلته الثانية التي لا تزال واقفة وصامدة متحدية كل الصعاب.