تحل اليوم الذكرى السابعة عشرة لرحيل عمر أورتيلان، رئيس تحرير''الخبر'' الأسبق، الذي اغتيل يوم 3 أكتوبر 1995، بالقرب من دار الصحافة بساحة أول ماي بالعاصمة، في خضم انطلاق تجربة التعددية الإعلامية التي شهدت ميلاد يومية ''الخبر''. لا تزال صورة أورتيلان حاضرة في أذهان قدماء الصحفيين الذين عملوا معه بين 1990 و1995 في يومية ''الخبر''، أو هؤلاء الذين رافقوه من بداياته في حقل الإعلام، كصحفي في القطاع العمومي بعد أن فاز في المسابقة التي نظمتها مؤسسة ''الشعب'' سنة 1984، لاختيار الصحفيين الذين يتم توظيفهم للعمل في جريدة ''المساء''. وعمل أورتيلان كصحفي في القسم الثقافي، بحكم تكوينه الأدبي بمعهد اللغة العربية وآدابها بجامعة باتنة. وتفاعل أورتيلان مع التجربة الديمقراطية التي شرعت فيها السلطة عقب أحداث أكتوبر 1988، فقرر الانضمام إلى الفريق الصحفي الذي باشر تأسيس يومية ''الخبر''، لتدعيم تجربة التعددية الإعلامية. عمل في البداية كصحفي في القسم الوطني، لكنه سرعان ما اختير في منصب رئيس التحرير، بسبب تفانيه في العمل وقدرته على إبراز الجانب الإنساني في التعامل مع الصحفيين من الجيل الجديد الذي بدأ تجربته الصحفية مباشرة مع انطلاق عملية الانفتاح السياسي، فكان بمثابة الجسر بين جيلين من الصحافيين. آمن عمر أورتيلان بإعلام صادق وموضوعي، وأراد أن يجعل من ''الخبر'' مؤسسة إعلامية مستقلة عن السياسي، ورفض أن يكون طرفا في الصراع، فكان من السباقين إلى الدعوة إلى المصالحة بين مختلف التيارات السياسية التي دخلت مرحلة الديمقراطية بعقلية التصادم، بدل التعايش. وللتعبير عن أفكاره، خصص لنفسه عمودا يوميا، كان يصدر في الصفحة الثالثة من يومية ''الخبر''، بشكل عادي من غير تسمية، وكان يمضيه باسم مستعار هو ''بوجمعة''. وحظي العمود باهتمام وشغف كبيرين من قبل القراء، الذين وجدوا فيه دعوة صريحة إلى السلم المدني. وكان عنوان آخر عمود كتبه ''بوجمعة'' هو ''أيها السلم تجلّ''. لقد رحل أورتيلان وهو في ريعان الشباب، وترك فراغا كبيرا، لكن ذكراه لا تزال تملأ ذاكرة زملائه.