خلفت الأمطار الطوفانية التي اجتاحت بعض الولايات الشمالية الوسطى، أمس، قتيلا في حادث انحراف سيارته بالعاصمة، ناجم عن تراكم المياه وصعوبة السير فيها، إلى جانب تسجيل أضرار بالبنية التحتية للطرقات الرئيسية للمدن الكبرى والقرى، كما تسببت في شل حركة المرور وقطع محاور طرقات، خصوصا بالولايات الواقعة بالشريط الساحلي الأوسط والغربي. وتعالت أصوات من آلاف المتضررين إلى السلطات المختصة بضرورة إيفاد لجان تحقيق للنظر في هشاشة بعض المشاريع التابعة لقطاع الري والنظر أيضا في إخلال الجماعات المحلية في تثبيت برامج طوارئ فعالة. فبالجزائر العاصمة تسببت الوضعية الجوية في وفاة شخص، 41 سنة، صبيحة اليوم، إثر حادث مرور خطير وقع بالطريق الرابط بين الدار البيضاء وبن عكنون على مستوى الجسر المؤدي إلى عين النعجة، وذلك نتيجة السرعة المفرطة والتجاوزات الخطيرة، لاسيما مع تساقط الأمطار. كما عاشت مدن غرب الجزائر العاصمة وشرق ولاية تيبازة وضعية استثنائية، صبيحة أمس، حيث كانت 45 دقيقة من تهاطل الأمطار المعتبرة كافية لإغراق المدن الشرقية الشمالية لتيبازة في مقدمتها بواسماعيل، هذه المدينة التي أضحت نموذجا لسوء تسيير بنيتها التحتية، ما جعلها في مقدمة المدن المعرضة لمخاطر الفيضانات، تضاف إليها فوكة البحرية التي شلت حركة المرور بها خلال الصبيحة نتيجة تدفق كميات هائلة من المياه المحملة بالأتربة على مستوى الطريق السريع الرابط بين مزفران وتيبازة، وذلك عبر عدة نقاط. إنقاذ 7 أشخاص بالأغواط من جهتها تمكنت مصالح الحماية المدنية بولاية الأغواط من إنقاذ 7 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 27 و67 سنة، وسحبت عشرات السيارات النفعية التي كانت عالقة بمجاري الأودية والشعاب عقب التقلبات الجوية التي عرفتها المنطقة، حيث سمحت تلك التدخلات التي تمت على مستوى أودية تاجموت ووادي مرة وڤلتة سيدي سعد وقصر الحيران والأغواط بإنقاذ هؤلاء المواطنين بعد أن حاصرتهم مياه الأودية، إلى جانب جر شاحنات وسيارات كانت قد علقت بالأودية ذات المستوى المرتفع لمنسوب المياه، مع تسجيل صعوبة في حركة المرور ببعض المناطق، على غرار محور الطريق الوطني رقم 23 الرابط بين عاصمة الولاية وآفلو وتحديدا بمنطقة ''الجدر''. 6 جرحى في وهران كما أحصت مصالح الحماية المدنية نشاطا عملياتيا هاما خلال 24 ساعة الماضية بما لا يقل عن 20 تدخلا لنجدة أشخاص في وضعية صعبة أو فتح طرقات غمرتها المياه، عقب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت ليلة الثلاثاء إلى غاية صبيحة الأربعاء، حيث سجلت هذه المصالح عدة حوادث مرورية بسبب الأمطار والطرق الزلجة، تسببت في جرح ما لا يقل عن 6 أشخاص. وقد تمكنت المصالح ذاتها من جر وحماية 7 سيارات حاصرتها المياه في بعض النقاط السوداء التي تعرف تجمعات كبيرة للمياه، منها مفترقات الطرق والأنفاق، كوسط مدينة وهران والسانيا وحي كوكا، فيما لم تسجل أي انهيارات أو تسربات للمياه إلى المنازل. كما تسببت الأمطار التي تساقطت في الأربع وعشرين ساعة الماضية على بلديات ولاية بسكرة في قطع الطريق الوطني رقم 83 المؤدي إلى سيدي عقبة والجهة الشرقية للولاية وكذا المتوجهين إلى خنشلة، حيث تعذر على المواطنين خاصة الطلبة والموظفين اجتياز هذا المسلك، وما زاد الطين بلة هو توقف أشغال ازدواجيته منذ أزيد من سنتين بعد حفر خنادق على حوافه وبات يشكل خطرا كبيرا على أصحاب المركبات، كما أدى جريان وادي الحقف إلى صعوبة في اجتيازه على مستوى بلدية مزيرعة.