سدريان منطقة بحومة سوق، قلب جزيرة جربة التونسية، تقع في أرض مهملة تسمى "مقبرة العبيد" حيث يواصل سكان المنطقة دفن موتاهم، بينما يستأثر الأحرار (البيض) بمقبرتين أخريين في مكانين آخرين. ويشكل التونسيون "السود"، وبينهم من ينحدر من أشخاص كانوا مستعبدين، أقلية غير بارزة في الحياة العامة التونسية. ولكن العديد منهم على غرار نادية، يأملون في مساواة أكبر منذ المصادقة على قانون القضاء على كل أشكال التمييز العنصري في تونس الشهر الفائت. وتعد تونس من البلدان الرائدة في إلغاء العبودية التي أعلنت زمن حكم البايات عام 1846. كما تبنى البرلمان التونسي في شهر أكتوبر الماضي بأغلبية مشروع قانون يهدف للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري إذ صوت لصالحه 125 صوتا. ويقصد بالتمييز العنصري وفق هذا القانون الذي يحمل رقم 11/2018 "كل تفرقة أو استثناء أو تقييد أو تفضيل يقوم على أساس العرق أو اللون أو الأصل القومي أو النسب أو غيره من أشكال التمييز العنصري".