جعلت المكانة الكبيرة التي يحظى بها السائح الجزائري لدى الجارة الشرقية تونس، القائمين على الميدان السياحي هناك الى الترويج لوجهات سياحية غير تقليدية لفائدة الزبون الجزائري، وعلى رأسها جزيرة جربة ومدينة جرجيس التي تبعد عنها حوالي 45 كلم، وهو ما وقفنا عليه خلال القافلة السياحية التي نظمتها وكالة "نيوصن ترافال" التونسيةالجزائرية، والمتكونة من أصحاب وكالات أسفار وإعلاميين حيث قادتنا إلى الجنوب التونسي، وبالضبط إلى مدينتي جربة وجرجيس، أين وقفنا على العروض المغرية، والخدمات الراقية التي تضمنها الفنادق والمركبات السياحية بمختلف تصنيفاتها، للراغبين في قضاء عطلتهم في المنطقة. جزيرة جربة تفتح أحضانها للجزائريين بعدما كانت جزيرة جربة حكرا على فئة معينة من السياح، في مجملهم فرنسيين، ايطاليين، ألمان وبريطانيين، أدت التحولات الأخيرة التي طرأت على الخارطة السياحية التونسية، بسبب الأحداث السياسية التي شهدها البلد في السنوات الأخيرة، الى تحول السائح الجزائري الى رقم صعب في هاته المنطقة، بعدما كانت سوسة والحمامات الوجهتان التقليديتان له، وفي هذا الشأن أكد لنا "يوسف أوشيش"، مدير وكالة "نيوصن الجزائر"، أن وكالته استقطبت في الموسم الفارط أكثر من 500 سائح أسبوعيا، معتبرا اياه رقما محترما كتجربة أولى، مضيفا في ذات السياق: " هاته السنة هدفنا 2000 سائح أسبوعيا كحد أدنى" . الحياة تدب من جديد في جربة، ونحو موسم سياحي استثنائي ترتبط جربة بالقارة الإفريقية عبر طريق صخري يعود تأسيسه إلى العهد الروماني، ويبلغ طوله 7 كيلومتر، تعتبر جربة من أهم الأقطاب السياحية في تونس، وكان للأوضاع غير المستقرة نسبيا في السنوات الأخيرة الأثر الكبير على رواج السياحة بالمنطقة، حيث أدى عزوف السياح الأوربيين عنها الى غلق العديد من الفنادق، لكن القائمين على السياحة رفعوا التحدي من خلال تحسين الخدمات والقيام بعملية تجديد للمثير من المرافق الفندقية، وهاهي تحصد ثمار مجهوداتها، بعودة السياح الأوربيين، بالإضافة الى الوافد الجديد المتمثل في السائح الجزائري، ما ينبئ بموسم سياحي ناجح. طبيعة عذراء، شواطئ خلابة، ترسانة فندقية بمختلف التصنيفات تمتلك جزيرة جربة كل المقومات لتكون وجهة سياحية بامتياز، فالجزيرة الأكبر في شمال القارة الإفريقية، بمساحة تزيد عن 500 كلم مربع، وبشريط ساحلي يصل الى 125 كلم ، تستوقفك فيها شواطئها الخلابة، ذات الرمال الذهبية ومياهها شديدة النقاوة، ما يزيد المنظر رونفا وجمالا، هو أشجار النخيل التي تحيط بك، في منظر يخيل لك فيه أنك في إحدى شواطئ الكاريبي الساحرة، بالإضافة إلى طقسها الدافئ على مدار السنة، ما يجعلها مطلبا رئيسيا للسياح الأوربيين، بحثا عن أشعة الشمس التي يفتقدونها في لبدانهم، ولأن الطبيعة الجميلة لا تكف وحدها لاستقطاب السياح، فان جزيرة جربة تضم ما يربو عن 150 منشأة، ما بين فنادق، مركبات ومنتجعات سياحية، ومن مختلف التصنيفات، ذات اثنان نجوم الى غاية 5 نجوم، وما وقفنا عليه هو الخدمات الراقية التي تضمنها هاته المرافق الفندقية لزائريها، مثل فندق "ميريديانا" ذو أربعة نجوم، الذي يعذ من أهم المقاصد بالنسبة للسياح الجزائريين، نظرا لطابعه المحافظ، أسعاره المناسبة، والخدمات الراقية التي يتوفر عليها، من ملاعب البولينج، التنس، حمام تقليدي، وقربه من الشاطئ. حومة السوق .. حاضر وثيق بتاريخها العتيق تقع مدينة حومة السوق شمال جزيرة جربة، وهي المركز الرئيسي لها وعاصمتها، حيث ترتكز أغلب الكثافة السكانية بها، تمتاز بهندستها المعمارية الفريدة من نوعها، والتي تشبه نوعا ما قصبة الجزائر العاصمة، غير أنها بنيت على منطقة مسطحة عكس قصبة الجزائر التي أنشأت على هضبة، بالإضافة الى تواجدها مبانيها في حالة جيدة رغم قدمها، وأغلب سكانها أمازيغ لا يزال معظمهم يتكلم بلغة أجدادهم وبفتخرون بها، لا تزال حومة السوق محافظة على تاريخها وأصالتها، حيث ما يستوقفك وأنت تتجول وسط أزقتها الضيقة محلات تجارة وبيع الذهب والأقمشة بالإضافة إلى صناعة الفخار بحومة السوق شمال الجزيرة، فستتمتع حتما بمشاهدتك كل تلك الصناعات التقليدية التي تتميز بها المنطقة بمختلف الأنواع والأشكال فمثلا ستجد حرفة الغزل والنسيج هي الحرف المزدهرة بكثرة في الجزيرة، وتتكون أساسا من النسيج من البطانيات الصوفية، كما سيلفت انتباهك أيضا وأنت تتجول بمختلف أزقة السوق تواجد مختلف أنواع الأسماك والتوابل. حديقة التماسيح رحلة من دون تأشيرة لأدغال افريقيا من أكثر الأماكن التي قد تثير انبهارك ورعبك في آن واحد، حديقة التماسيح بمنطقة ميدون ،الأكبر في البحر الأبيض المتوسط، حيث ما أن تطأ قدماك الحديقة، تشعر وأنك في احدى بحيرات التماسيح في أدغال إفريقيا، بتواجد أكثر من 400 تمساح من مختلف الأحجام تم جلبها من مدغشقر قبل 15 عاما، تتيح لك هاته التجربة الفريدة من نوعها، فرصة اللهو مع صغار أحد أخطر المفترسين في السلسلة الغذائية، بالإضافة الى مشاهدة بيضها يفقس عن قرب، والتقاط الصور معها، ومتابعتها عن كثب وهي تأكل وسماع أصوات قرقشة أسنانها الضخمة والحادة، كل هاته الامتيازات جعلت حديقة التماسيح من أهم المعالم التي يرتادها السياح خاصة أنها تبعد مسافة 10 دقائق عن المنطقة السياحية بجربة و20 كلم عن "حومة السوق". للفارين من صخب المدينة "جرجيس" ترحب بكم غير بعيد عن جربة، وبالضبط 45 كلم نحو الجنوب، تقع شبه جزيرة جرجيس، حيث تعانق المدية مياه البحر الأبيض المتوسط شمالا، جنوبا وشرقا، تزخر المدينة بمقومات سياحية هائلة، وهي واحدة من أهم الأقطاب السياحية في تونس، تضم العديد من المواقع الأثرية مثل "العقلة"، "السويحل"، ومتحفا الذي يعتبر الأحدث في تونس بالإضافة إلى موقع زيطا الأثري، الميدان الروماني، معبد الألهة الرومانية الإفريقية "تانيت"، وفوق كل ذلك شواطئها ذات الرمال الذهبية الممتدة على مسافة 140 كلم، وطقسها المعتدل على مدار السنة، كل هاته المؤهلات جعلها مقصدا هاما لفئة كبيرة من السياح، خاصة الهاربين من صخب حياة المدينة، وضغوطات العمل، نظرا للهدوء الكبير الذي يميز مدينة جرجيس عن باقي المدن التونسية.