منذ وصول أوائل الأفارقة إلى سواحل مستعمرة فرجينيا البريطانية حتى انتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة كانت المسيرة طويلة في تاريخ تحرر السود الأمريكان ونضالهم من اجل المساواة... من أبرز محطات مسيرة نضال السود في بلاد العم سام ، انه في عام ,1862 حرر الرئيس الجمهوري ابراهام لينكولن المؤيد لإلغاء العبودية السود في الولايات الجنوبية، فبعد فوزه بالرئاسة فى 1860 أعلنت الولايات الجنوبية انفصالها واندلعت حرب بين الشمال والجنوب أدت إلى انتصار الشمال. وفي عام 1865 ألغى التعديل الثالث عشر للدستور العبودية، أما التعديل الرابع عشر للدستور وكان في عام 1868 فقد نص على أن أي شخص يولد في الولاياتالمتحدة مواطن ويتمتع بالحقوق نفسها أمام القانون، وفي عام 1896 سمح قرار من المحكمة العليا بشكل قانوني بالفصل العنصري وفق مبدأ ''منفصلون لكن متساوون'' وشرع القوانين التمييزية للولايات الجنوبية، ولكن بعد ذلك أصبح السود ضحايا العنف خصوصا على يد منظمة كو كلوكس كلان. في عام 1945 الجنرال دوايت ايزنهاور قام بدمج وحدات السود الأولى في كتائب البيض، في حين تم عام 1949 تم إلغاء التمييز العنصري في القوات المسلحة اثر مرسوم رئاسي، كما منعت المحكمة العليا في عام 1954 الفصل العنصري في المدارس. وفي حادثة شكلت منعرجا في حياة السود في الولاياتالمتحدة تم عام 1955 توقيف خياطة سوداء تدعى روزا باركس لرفضها التخلي عن مقعدها لابيض فى باص، واثر ذلك أعلن القس مارتن لوثر كينغ مقاطعة باصات مونغومرى فى ألاباما ''جنوب''، ونتيجة لذلك حمل عام 1960 قانون جديد حول الحقوق المدنية يتعلق بحق السود فى التصويت السود وقمع بعض الجرائم العنصرية، وفي حدث غير مجرى التاريخ ألقى مارتن لوثر كينغ في 1963 خطابه ''حلمت'' أمام مئتى ألف شخص في واشنطن ويتحدث عن أميركا خالية من العنصرية، وفي موجة حاقدة على السود فجر البيض قنبلة في إحدى كنائس برمنغهام فى الاباما أدت الى مقتل اربع فتيات سوداوات. حركة مناهضة العنصرية التي تزعمها مارتن لوثر كينغ توجت عام 1964 باعتراف وتقدير دولي من خلال تلقي لوثر جائزة نوبل للسلام، غير أن الحركة استمرت في مواجهة التحديات من خلال تعرض متظاهرين منها إلى اعتداءات عام 1965 في سيلما بولاية ألاباما على يد قوات الأمن، وكرد فعل على ذلك حدد الرئيس ليندون جونسون مبادئ التمييز الايجابي لتشجيع توظيف الأقليات ووقع قانونا حول حق التصويت. وفي حدث يعد الأهم على الإطلاق في تاريخ السود الأمريكان وعبر عن مدى القمع الذي تعرضوا له تم في عام 1968 اغتيال مارتن لوثر كينغ واندلاع اضطرابات فى 125 مدينة. ومنذ 1986 ثالث يوم الاثنين من جانفي أصبح يكرس لذكرى مارتن لوثر كينغ ويصبح يوم عطلة، في عام 1989:الجنرال كولن باول أول امريكى من أصل افريقى يصبح رئيسا لهيئة أركان الجيوش الأمريكية، كما أصبح أول اسود يعينه الرئيس جورج بوش وزيرا للخارجية فى العام .2000 وعادت موجة الاضطرابات العنصرية إلى أمريكا لتلقي بظلالها على سير الأحداث فقد شهدت سنة 1992 فى لوس أنجلس اضطرابات أودت بحياة ''59 قتيلا'' بعد تبرئة اربعة شرطيين بيض انهالوا بالضرب على سائق سيارة اسود يدعى رودنى كينغ. وفي 1995 تجمع أكثر من 800 ألف رجل اسود على بعد خطوتين من البيت الابيض ليوم ''الاستغفار والمصالحة'' و''مسيرة المليون شخص'' اكبر تجمع للأمريكيين السود على الإطلاق ينظمه لويس فرقان الصوت المثير للجدل فى أوساط السود، وفي 2008 باراك اوباما من والد اسود من كينيا وأم أمريكية بيضاء يصبح أول أمريكي غير ابيض رئيسا للولايات المتحدة